لا صوت يعلو على هتافات الجماهير وهي تتابع بكل الشغف والترقب والاهتمام مباريات كرة القديم المقامة هذه الأيام على ملاعب الدوحة المختلفة، وبالفعل فلا شيء يسيطر على أذهان وقلوب الصغار والكبار إلا أخبار النتائج والمنتخبات المتأهلة والنجوم الكبار، الذين يحظون بمتابعة الإعلام، واهتمام الناس كل الناس، الكل يعلق النتائج، ويكتب ويشطب، الكل يدعو للمغرب، والكل يتمنى صعودها للتصفيات النهائية، إنها كرة القدم، التي لم تعد مجرد لعبة رياضية فقط، فمنذ تم الإعلان عن إقامة المونديال في قطر، والأحاديث لا تتوقف: في السياسة والرياضة والتقنية والسياحة والإعلام، ومحاولة إقحام كل ما يمكن إقحامه، فكل الاهتمامات محط نقاش وصراع، والكل يريد أن يحول هذا الحدث العالمي إلى منصة كونية، يلفت من خلالها الاهتمام لبلده أو قضيته أو اهتماماته أو مستوى التطور والتقدم لديه، بفضل تهافت كبرى وسائل الإعلام، التي تلاحق كل صغيرة وكبيرة في المونديال، فبحسب آخر الإحصاءات يتابع كأس العالم 2022 نحو مليار مشاهد في جميع دول العالم، وهناك قنوات رياضية تلفزيونية بلا حصر تغطي هذا الحدث، يعمل بها على مدار اليوم جيوش من المعلقين والمذيعين والمراسلين حول العالم، يلتقطون أدق التفاصيل، وأكثر القصص طرافة المتعلقة باللاعبين تحديداً، والذين يقدر عددهم بنحو 270 مليون لاعب كرة قدم حول العالم، وفقاً لتقديرات الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا».
لقد نجحت كرة القدم في أن تتبنى قضايا كثيرة وترفعها عالياً، عبر مونديالاتها العالمية، كالموقف من التمييز العنصري، فمعظم منتخبات أوروبا يلعب فيها لاعبون من دول أفريقية ولاتينية جنباً إلى جنب مع اللاعبين الأوروبيين، وبمهارات عالية جداً، إضافة لوضوح النزعة الوطنية عبر الالتفاف حول المنتخب الوطني، أما العرب فقد بدا واضحاً هذا الالتفاف، وبروح متوحدة حول المنتخبات العربية، التي أثبتت جدارتها وقدرتها على المنافسة وبقوة.
لقد أظهرت نتائج المباريات أن هناك تطوراً ونمواً واضحاً لدى اللاعبين العرب، وأنهم تمكنوا من تجاوز حاجز الرهبة النفسي، ووصلوا لمرحلة المنافسة والندية، وهذا أحد أبرز ملامح مونديال قطر.