كيف يكون الأديب نجماً؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

سألني قارئ تعقيباً على مقال البارحة: كيف يمكن أن يكون الأديب والروائي والشاعر نجوماً؟ إنهم لا يغنون ولا يمثلون ولا يرقصون، فكيف يصيرون نجوماً؟ سألته: كيف ترى محمود درويش؟ وسعود السنعوسي؟ ونزار قباني؟ وموراكامي؟ والكاتبة جي كي رولينغ مؤلفة الكتاب الأشهر هاري بوتر؟ أليسوا نجوماً بالفعل؟ ألا تتهافت عليهم الجماهير إذا حضروا؟ ألا تتسقط الصحافة أخبارهم وأسرارهم وكل صغيرة وكبيرة عنهم؟ ألم تكن القاعات التي كان يقف فيها محمود درويش ونزار قباني ولميعة عباس عمارة وغيرهم لإلقاء أشعارهم تزدحم بآلاف المعجبين؟ قال: نعم، قلت: فهل كان درويش يغني، أو كان نزار قباني يرقص؟ إنما كانوا شعراء نجوماً من الوزن الثقيل.

قلت له: إن النجم لا يسمى نجماً لأنه يرقص، بل لأنه يسطع ويضيء من عليائه، فيكون منارة وضوءاً ونموذجاً، ومن هنا يسمى المشاهير، والمؤثرون في وجدان الأمة نجوماً؛ نجوماً تحيط بها هالات الإعجاب ومشاعر الحب، وكم نجم سطع في تاريخ الإنسانية في العلم والأدب والفكر والأيدلوجيا والسياسة والرياضة والمسرح والأدب و… إلخ، نجوم كانوا كمنارات شاهقة أضاءوا بأفعالهم وكلماتهم، وقدموا من الابتكارات والأفكار والنظريات والحلول ما استحقوا به أن يكونوا نجوماً!

لقد احتكر الممثلون والمطربون وأهل المسرح والموسيقى لقب النجومية لفترة من الزمن، أما اليوم فإن هناك من ينافس نجوميتهم كمشاهير السوشال ميديا وأهل السياسة والأدب والصحافة، من هنا نشير إلى الأمر باعتباره أمراً يمكن صناعته والاستثمار فيه في الإمارات، طالما توفرت المواد اللازمة لهذه الصناعة، ولعل أول شروطها الإنسان المبدع والموهوب.

نحتاج من المؤسسة الثقافية الأولى في المجتمع خططاً واستراتيجيات جادة ومدروسة بعناية، يتم خلالها التركيز على بعض أبناء الإمارات البارزين في الأدب والثقافة، ودعمهم بكل الوسائل لإبرازهم في المحافل الثقافية العربية والعالمية، نريد بعد فترة من الزمن أن يكون لدينا نجوم في الشعر والرواية والكتابة و… وذلك ليس بصعب ولا بمستحيل طالما توفرت الشروط الرئيسية.

Email