لو أردت أن أستفيد من العنوان بشكل جيد، فإنني سأضيف عليه تعديلاً طفيفاً، وأعكف عليه أياماً، ليخرج كتاباً جديراً بإقبال الكثيرين ممن تراودهم أحلام الشهرة والنجومية، لكن ليس هذا ما يهمني في الحقيقة، إن ما يعنيني وما أجده شغلاً شاغلاً لدى العديد من المثقفين الإماراتيين، هو الاهتمام بالأدباء الإماراتيين، وصناعة مشاهير حقيقيين من بين هؤلاء، جديرين بحمل صورة المجتمع، وأسئلته ومستقبله بقوة ومعرفة.
بالتأكيد، فهناك وصفة لإنجاح هذه الصناعة، التي لا شك أنها صناعة ضرورية، ومن الواضح أن وصفتها، على صعوبتها، إلا أنها معروفة لمن حققوها، لكن الأكيد أيضاً، أن هذه الوصفة السحرية تقوم أولاً على التخطيط، وليس التخبط والعشوائية، هذا أولاً، كما تحتاج لتضافر جهود عدد من الناس، يصنعون في النهاية هذا النجم أو ذاك المشهور، وبالتأكيد، فالذكاء والإرادة مطلوبان تلقائياً.
علينا أن نعمل بجد، ونسعى بإرادة صادقة لصناعة مشاهير من أوساط الكتاب والأدباء والروائيين والشعراء الإماراتيين، عبر تشجيعهم، نشر نتاجاتهم للخارج، دعمهم في المحافل العربية والدولية، ترجمة أعمالهم، ومنحهم كل أدوات التعزيز المادية والمعنوية، لأن صناعة نجوم من هذا الطيف المعرفي، هي جزء من صناعة التاريخ والتنمية البشرية، والصورة البراقة للإمارات، ولمجتمع الإمارات في الخارج، سواء عربياً أو عالمياً.
في ظني الخاص، فإن عبء هذه المسؤولية، يقع أولاً على المؤسسة الثقافية، سواء كانت اتحادية أو محلية: مسؤولية صناعة النجم، وهي بالفعل مسؤولية ملزمة، وليست اجتهاداً، وليست نشاطاً هامشياً، ولا عملاً تطوعياً، بل علينا النظر إليها والتخطيط لها، والتعامل معها باعتبارها استراتيجية حكومية، وضرورة وطنية، تدخل في سياق تقوية أدوات الدبلوماسية الناعمة للدولة، وأيضاً ضمن الصناعات الثقافية التي علينا أن نلتفت إليها، وبقوة.
إن أكثر ما يتباهى ويتمايز به العالم اليوم الثقافة والعلم والقدرة على تصدير صوته وصورته، وأسئلته للآخر باعتباره عضواً متحضراً في المجموعة الإنسانية، عبر طريقة تفكيره وقناعاته الإنسانية، وبلا شك فإن الكاتب والروائي والشاعر والقاص من أكثر الأشخاص القادرين على حمل هذه المسؤولية.