الكريم واللئيم من الرجال

ت + ت - الحجم الطبيعي

‏كمجتمعات عربية مسلمة ظلت المرأة هي العلامة الساطعة على رفعة أو تدني أخلاق الرجل، لننظر إلى هذا الحديث العظيم، الذي يجعل مستوى وطريقة التعامل مع المرأة مقياساً ومعياراً لمكانة الرجل، يقول عليه الصلاة والسلام «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم»!

التجاوز على النساء في بعض مجتمعاتنا العربية والمسلمة كسر كل الثوابت! حدث ذلك منذ أزمنة طويلة، وبأشكال كثيرة، وحدث في هذه الأيام بطريقة بشعة، عندما قتل شاب زميلته في الجامعة، وحين انتشرت أخبار الجريمة كان من المتوقع أن يرفض الجميع هذه الفعلة، وينكرونها، ويقفون ضد مرتكبها، لكن وبدل ذلك، تعالت أصوات كثيرة تدافع عنه، وترى أنه محق فيما فعل، لذلك تجرأ آخر بعده بأيام وقتل زوجته، ثم تجرأ ثالث وخنق امرأة كانت تسير معه في الطريق.

هكذا بكل بساطة، صار القتل متاحاً وسهلا، والأنكى أن يصبح مبرراً ومستساغاً، وله من يدافع عنه حينما يكون موجهاً ضد امرأة شابة في ربيع عمرها!

لقد عاش الناس زمناً يرون في رفع الرجل يده على المرأة دليلاً على انعدام المروءة والأخلاق، ثم حل على الناس وقت تقتل المرأة فيه بشكل مجاني، وبدم بارد، وفي الطريق العام بينما الكل ينظر ويتفرج، فإلى أين وصلت أخلاقيات الناس في المجتمعات العربية، وإلى أين وصلت أخلاق الرجال تحديداً؟

لقد وصلنا إلى القتل، الذي لا تفسير له إلا بإرجاعه لعلة في عقل ونفس وأخلاق القاتل، ولا يظنن أحد أن الأمر محصور في ثلاثة أو عشرة أو حتى مائة قاتل، فتحت العشب الوفير تكمن الكثير من الثعابين، التي تنتظر الفرصة المناسبة! وما على المجتمعات سوى أن تدرس أوضاع شبابها، والأسباب التي أوصلتهم لهذا المستوى من العنف ضد المرأة، وأن تضع الحلول والعلاجات الجادة، وإلا فإننا مقبلون على مرحلة عنف لا تقل عن جرائم «داعش»، فالمتطرف ينظر بعين واحدة دائماً.

Email