لفت انتباه!

ت + ت - الحجم الطبيعي

سألني أحد القراء تعقيباً على مقال الأمس حول إدمان تصفح مواقع التواصل، واستخدام الإنترنت والهاتف النقال فيقول: أين المشكلة في ذلك بالنسبة لشخص ناضج يعي تماماً مصلحته، ويعرف كيف يضبط وقته ويحدد احتياجاته؟ ما الخطأ إذا كان الشخص يبحث عن التسلية في ظل حياة أصبحت تتسم بالقسوة والوحدة والتباس المشاعر والعلاقات؟ أليس الذهاب لمواقع التواصل أفضل وأكثر أماناً وأقل خطراً من الذهاب لأماكن واتجاهات أخرى؟

ألا يجدر بنا الاعتراف بوجود الكثير من الخيارات ذات القيمة المعرفية والترفيهية والفنية والاقتصادية في عالم شبكات التواصل؟ ألا يستفيد المتصفح بالفعل من قنوات مهتمة بالقضايا الفكرية والسياسية والطهي وتربية الأطفال، والإرشادات النفسية، والعناية بالنباتات والحدائق، فنون التصميم والعناية بالمنزل، قنوات الكتب والقراءة، قنوات الأدب والثقافة والتاريخ مواقع تربية الحيوانات الأليفة.. إلخ؟

وقبل الإجابة عن كل هذه الأسئلة لا بد من التأكيد على أنه ليس شرطاً أن يكون الذهاب لمواقع التواصل هو البديل للمخاطر الواقعية في الحياة، فقد تكون هذه المواقع أشد خطراً مما نظن!

كما أن علينا الاعتراف بوجود فوائد كثيرة، يمكن أن يجنيها الجمهور بمتابعة شخص مختص وذي موثوقية عالية، عبر محتواه التطبيقي، الذي يقدمه في مجال الطهي أو أي مجال آخر، فالتقنية لها أوجه كثيرة مفيدة وجميلة بلا شك.

مقالة الأمس لا تنهي الناس عن متابعة شبكات التواصل، إنما تهدف للانتباه من الوقوع في خطر الإدمان على استخدامها، لأن هذا الاعتياد المرضي يقود صاحبه يوماً بعد آخر ليكون ضحية سهلة: للعلاقات المضللة، للابتزاز العاطفي والمادي، للتحايل والنصب والسرقة الإلكترونية، لسرقة المعلومات وتهكير الحسابات، والوقوع بين أيدي عصابات، تتاجر بالممنوعات والفتيات والأطفال … إلخ.

الأمور أصبحت أخطر مما يمكن أن تستوعبه سذاجة المراهق، وقلة خبرة الصغار.

وحتى المواقع والحسابات، التي تبدو لنا إخبارية وعلمية ودينية، اتضح لاحقاً بعد التدقيق في محتواها أنه قائم على تزوير الحقائق، وتشويه دول وشخصيات، وإشاعة أخبار مغلوطة وكاذبة، لإحداث بلبلة في تفكير الناس، وبين أفراد المجتمع.

Email