أوروبا.. إلى اليمين سر! (1 - 2)

تمر معظم دول أوروبا هذه الأيام بمرحلة صعبة، على جميع المستويات، وتحديداً على المستويين الاقتصادي والسياسي، فمنذ سقوط جدار برلين وانفصال العديد من الوحدات عن جسد الاتحاد السوفييتي بعد تفككه، وإعلان الاتحاد الأوروبي، منذ حدوث تلك التحولات الدراماتيكية وبزوغ نجم العولمة، وتراجع سياسة التوازن العسكري وميزان الرعب النووي لصالح القوة الوحيدة المتمثلة في الولايات المتحدة، عاشت دول أوروبا في حالة تفوق اقتصادي وانتعاشات على جميع المستويات، ولضمان التفوق قوبل أي توجه نووي أو عسكري لدى أي دولة غير غربية بعمل عسكري حاسم أو عداء سياسي مزلزل، كما حدث لليبيا والعراق!

تغير هذا الوضع اليوم، بعد أن تعرضت أوروبا في السنوات الماضية لضربات موجعة على يد منظمات إرهابية ضربت باسم الإسلام وطبعت أوروبا بتوجه واضح صار يعرف بالإسلاموفوبيا، أو الرعب من الإسلام، أعقبه مباشرة تعرض العالم لكارثة «كورونا» بكل تداعياتها التي أثرت كثيراً على اقتصادات دول لطالما كانت منارات للتقدم والقوة كفرنسا وبريطانيا وإسبانيا، وما أن بدأ العالم يتخلص من «كورونا»، حتى انفجرت أزمة الحرب في أوكرانيا مهددة بكوارث في مجال إمدادات وأسعار الطاقة، واحتمالات حدوث موجة من الكساد والبطالة، وتراجع مستويات المعيشة!

من الطبيعي أن ينعكس كل هذا التأزيم على الساحة السياسية، وأن يكون التطرف هو النتيجة، لذلك بدأت الساحات والبرامج الانتخابية في أوروبا تشهد صعود نجم اليمين المتطرف كما في فرنسا وإيطاليا، وبدأت خطب التهديدات والعبارات العنصرية تتطاير من أفواه المترشحين ضد المجتمعات الإسلامية في أوروبا والتي تنافس على الوظائف والناتج القومي وتتسبب في موجات إرهاب من وجهة نظر هذا اليمين، وعليه فلا بد من التخلص منهم أو قمعهم؟ لكن هل هذا ممكن واقعياً؟ هل يمكن أن تتخلص أوروبا من ملايين المسلمين فيها كما يطالب زعماء التطرف؟

قد تكون الصورة معقدة في أوروبا، لكن تنفيذ تهديدات برامج الانتخابات لا يبدو صعباً فقط، ولكن مستحيل الحدوث.

 

الأكثر مشاركة