حقوق الطفل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لماذا نبحث عن قوانين تحمي الطفل في المجتمعات العربية والإسلامية؟ حسب اعتقادي هناك سببان لهذا الحرص على إيجاد ما يسمى قوانين حقوق الطفل:

الأول: تعرض الطفل لسوء المعاملة، التي قد تنتهك حياته وكرامته، مع عدم قدرته على الدفاع عن نفسه، والثاني: جهل كثير من الآباء والأمهات بواجباتهم تجاه الأبناء، والتعامل مع هذه الواجبات بإهمال أو تخلٍ ولا مبالاة.

فإدا وضعنا قوانين الغرب التي تنتصر للطفل دائماً، بل وتحرّض الأبناء على طلب الشرطة لأهاليهم، وعلى ترك منازلهم مبكراً وهجرة أسرهم، وما أفرزته مجتمعات الحضارة المادية من آباء مهملين وأبناء عاقين، إذا وضعنا قوانين الغرب جانباً، واقتنعنا أن تلك قوانينهم وهم أحرار، وأن لدينا حقوقاً مثبتة في تعاليم ديننا، وتقاليد مجتمعنا تضمن تربية الأبناء تربية صحيحة وقويمة، لآمنا أن أي محاولة لاستيراد تطبيقات تربوية لا تمت لهويتنا وثقافتنا لن تقود للنتيجة، التي نتمناها، بل العكس هو ما حصل ويحصل دائماً!

إن ذلك الطفل في الفيلم المتداول، والذي استدعى الشرطة للمنزل لأن أمه ضربته، كان يمكن أن يقود الأم للمساءلة أو السجن بحسب قوانينهم، لولا أن رجل الشرطة كان رجلاً ممن يسمون بالكلاسيكيين أو المحافظين، فأخذ الصبي جانباً وسأله هل تضربك أمك دائماً، أجاب بالنفي، فسأل الأم عن سبب ضربها له، فأجابت بأنها علمت من المدرسة بأنه دائم التهرب والغياب، مما جعلها تضربه ليتأدب، فعاد يسأل الصبي لماذا اتصلت بالشرطة؟ ليجيب الصبي لأن ما فعلته ضد حقوقي كطفل! من أخبرك بذلك؟ قال له: أصدقائي، رد عليه الشرطي: لقد أعطوك معلومات خاطئة، ثم طلب من الأم أن تضربه ثانية كنوع من الترهيب، قائلاً له: إن اتصلت ثانية لهذا السبب سوف أحضر أنا وأضربك.

هناك فرق كبير جداً بين الحنان والإهمال، بين التطرف والشدة، وترك الأبناء للمربيات الأجنبيات، والسوشيال ميديا، وأصدقاء الشارع، وأفلام نتفليكس الخبيثة، وقنوات الفساد، هناك فرق شاسع لا ينظر له بجدية بين التربية وإساءة المعاملة!

 

Email