أجندات لم تعد سرية!

ت + ت - الحجم الطبيعي

بحسب البيان المشترك الذي صدر مساء البارحة، عن هيئة تنظيم الاتصالات ومكتب تنظيم الإعلام في الدولة، اعتبرت منصة «نتفليكس» مخالفة للأنظمة، نظراً لقيامها ببث بعض المواد المرئية والمحتوى المخالف، الذي يتعارض مع القيم المجتمعية في الدولة، وأنه قد تم التواصل مع المنصة، لإزالة هذا المحتوى المخالف، وخاصة الموجه للأطفال، وفي حالة إصرارها على مخالفة الأنظمة ستطبق عليها الإجراءات القانونية.

هذا البيان وإن جاء متأخراً، إلا أنه أثلج قلوب الناس في المجتمع، لأن هذه المنصة، وإن كانت قد تحولت إلى عنصر ثابت في معظم المنازل، إلا أن ما تبثه من مواد مخربة ومدمرة لنفسيات وأفكار الأطفال والمراهقين، قد تحولت إلى واحدة من تحديات القيم والتربية أمام الأسرة والمجتمع ومؤسسات التعليم.

فما الذي تبثه «نتفليكس» واعتبر مخالفاً للأنظمة؟ أفلام الجريمة والرعب المبالغ فيها، تمجيد حياة وسير مجرمي المخدرات وعتاة الإجرام، أفلام المثلية الجنسية بكامل مشاهدها الفاضحة، أفلام الجنس والعري.. فما الفن والثقافة والترفيه في كل ذلك؟

إن تأثيرات المحتوى شديد الخطورة، الذي تعرضه المنصة، والذي تطالب الجهات المعنية بإزالته، مع الهجمة الشرسة التي تهب عواصفها من كل الجهات، والمتعلقة بدعوات الحرية الجنسية، وحق المراهقين والمراهقات في هجرة العائلة والمنزل والبحث عن شركاء آخرين، يجعل قلقنا مبرراً، ويدفعنا لأن نقرع الجرس عالياً في سبيل حماية أطفالنا وشبابنا ومجتمعنا، الذي نبذل الكثير لأجله، وننتظر الكثير منه!

إن منصة «نتفليكس» ومنصات أخرى غيرها، وتلك الدعوات التي تنهمر من كل مكان، ومحتوى بعض المواقع مثل «التيك توك والسناب شات».. لديها أجندات لم تعد خفية أبداً، بل العكس، أصبحت واضحة، ومحمية بقوانين ومنظمات، وأصبح من يعلن عن انحرافه أو تمرده على قوانين المجتمع والسلطة والدين والأعراف يجد من يصفق له، ويتبناه، ويمهد له الطريق للهرب والخروج، ومن ثم التحول لدمل ينفث صديده وسمه في جسد المجتمع، تحت شعارات الحرية الشخصية، وليبرالية المجتمع و.. إلخ!

 

Email