الفيديو المشبوه

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلنا نعلم أنك لا يمكن أن تشوه تاريخ أو صورة مجتمع أو إحدى فئاته، بمجرد نشر مقطع فيديو قصير أو طويل، إن تاريخ المجتمعات والصورة المنطبعة عن نسائها ورجالها ومجمل المنظومة الثقافية السائدة التي تحدد هويتهم وتحكم روابطهم وطريقة حياتهم وتسيير أمورهم يفترض أن تكون عميقة وقوية ومتجذرة، كالجبل الذي لا تهزه أي رياح مهما كانت عاتية!

لكن الرياح تتسبب في الكثير من التخريب والأذى، ولو لم نتصدَ لها ونتقِ أضرارها فإنها يوماً بعد آخر ستتحول إلى كوارث لا يمكن تلافيها، لذلك فإن من يحاول اليوم تشويه تاريخ مجتمع أو هز صورة رموزه أو أعمدته الكبرى (ولا أهم من المرأة في أي مجتمع أو أمة) سينتظر ردات الناس على فعله، فإن وجدهم ينظرون إليه على أنه محاولة محكومة بالفشل، بل ومضحكة لأن الفأر لن يطال وجه الأسد، فإنه سيبتسم حتماً وسيواصل تخريبه، لذلك يستنفر الإنسان دفاعاته مهما كانت درجة المناوشات، لأن الإنسان تعلم من تجاربه الطويلة أن أكبر النيران تأتي من مستصغر الشرر!

إن القول بأن هذا فيديو مجرد عمل طفولي مستفز، لن يشوه تاريخاً وصورة عظيمة كصورة المرأة الإماراتية، فقول صحيح، لكن لا يجب أن يترك دون رد أو موقف، أولاً لأن هذا الفيديو الذي أثار المجتمع كله قد تم نشره كرسالة مغفلة الاسم والعنوان، فهل يعرف أحد من قام بكتابته وإنتاجه ونشره؟ ثم لماذا يتم اختيار «يوم المرأة الإماراتية» لضرب صورة المرأة الإماراتية؟ هل هذه هي صورة المرأة الإماراتية فعلاً؟ شبه عارية، وتتفاخر بلا شيء؟ ثم إن هؤلاء الفتيات ماذا أنجزن أو قدمن ليخرجن علينا بها الشكل المستفز والفاضح؟

حتماً لن يستطعن تشويه صورة نساء عظيمات يفخر بهن الوطن، لكن أقوى البناءات والأسوار تنهار تحت معاول الهدم إذا ترك لها أن تواصل عملها دون رادع. إن هذه الوقفة المجتمعية القوية ضد هذا الفيديو المشبوه قد أثلجت الصدور وأوصلت الرسالة كما يجب. لكن البحث في جذور الفيديو أمر ضروري!

Email