حادثة الجسر!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأيام القليلة الماضية تم ضبط عدة أشخاص من جنسيات مختلفة، قاموا بنشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الخاصة بهم، وثقوا فيه قيامهم بتسلق أحد الجسور الهامة في الدولة، بواسطة الدراجات الهوائية، حيث قاموا بحركات استعراضية خطرة، غير مبالين بأرواحهم وأرواح الآخرين، إضافة لتعديهم على معالم وممتلكات دولة، لا يجوز اتخاذها هدفاً للاستعراض والعبث أمام العالم.

إن تلك التصرفات اللامسؤولة والخطيرة فعلاً، تعكس رسالة غير حضارية أبداً، لذلك لا يجوز تمريرها دون عقاب، هذا ليس استعداء لأجهزة الدولة على هؤلاء الشباب، بقدر ما هي دعوة حازمة لاحترام القانون، وحفظ الأرواح، وأولهم أرواح هؤلاء، لا بد أن يتخذ القانون إجراءاته معهم منعاً لتكرار مثل هكذا سلوكيات، التي ستشكل- بلا شك- لو أهملت دافعاً لمراهقين آخرين لتقليدها !

لماذا الحديث عن تقليد المراهقين؟ لهذا السؤال إجابة تختفي في ثنايا خبر تسلق الجسر، وإلقاء القبض على الفاعلين، ذلك أن الدافع وراء هذا السلوك المرفوض لا يعود لمجرد رعونة المراهقة والطيش فقط، ولكنها السوشيال ميديا مجدداً، فهؤلاء قاموا برفع الفيديو، الذي وثق حركاتهم على صفحاتهم مباشرة، لأن اللقطات الخطيرة التي حظوا بتصويرها كانت هي الجائزة والهدف من كل ذلك !

إن مواقع التواصل المشهورة بين الشباب بالمقاطع غير المعتادة تحقق لأصحابها أعلى مستوى مشاهدة، وأكبر عدد من المتابعين بسبب طرافة وخطورة وفضائحية تلك المقاطع، ما يعني ارتفاع أسعار الإعلانات على هذه الصفحات، وتحقيق دخل أكبر، إضافة للشهرة التي أصبحت مطمح الجميع في هذه الأيام عبر أقصر الطرق، فكلما كنت (متطرفاً) في مقاطعك وصورك وكلامك وتصرفاتك كنت أقرب للشهرة، ويستطيع كل واحد منا أن يفسر التطرف بالشكل الذي يناسبه، فما يظهر وما ينشر على موقع كالتيك توك مثلاً فاق كل التصورات في انحرافه وتجافيه عن مفهوم الميديا والإعلام الاجتماعي !

Email