أبجديات

القراء الأعزاء.. شكراً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أؤمن أنه لولا الكتابة ما وجد الورق، ولولا القراء ما كان هناك كاتب مؤرق بالكتابة، وما كانت كتب ومكتبات، المجد للكتابة أولاً، والفضل للقارئ الذي يمنحنا هذا الوجود الغني الكثيف العميق، هذه الرغبة في الاستمرار، هذه الأنانية التي تجعلنا ننظر إلى ما نكتب وكأنه السر في البقاء والتغيير والبهجة، بينما الحقيقة أن أولئك الذين ينتظرون الصحف صباحاً ليلتهموا ما نخربشه بكل ذلك الشعور الطاغي بالأهمية والحقيقي بالحياة هم الذين يمنحون الكتابة ضرورتها، والكاتب أسطوريته وبهجته.

سعيدة دائماً بأن أتواصل مع قرائي، وسعيدة بديمومة هذا التواصل بكل ما يشكله من زاد حقيقي أشبه برغيف خبز ساخن نتناوله معاً نحن وقراؤنا على مائدة الصباح، لذلك سأستسمحهم لنشر بعض مما جاءني منهم تعليقاً على مقال الأمس: كتبت قارئة الأبجديات الصباحية زينة الشامي: (… أن يتمكن كاتب من منح قرائه بداية نهارهم، ويتقاسم معهم رشفة الصباح الأولى، ويستقبل معهم بدايات الممكن.. أمر جلل يجعل القراء المنتثرين هنا وهناك واثقين في كاتبهم، ومستعدين للبوح له كصديق حميم، ولا يصل إلى هذه المرتبة إلا كاتب صادق مع نفسه ومع ما يكتبه.. كاتب يشعر قارئه أنه مهتم به ويكتبه هو! شكراً كاتبتنا على كل ما تمنحينه لنا بمرافقتنا في خطوات النهار الأولى).

وكتبت قارئة التقيتها وزوجها منذ فترة (.. التقيتك منذ فترة، وكنت سعيدة بلقائك، وذكرت لك يومها أني انقطعت عن قراءة الجريدة لانشغالات خاصة، لكن بعد مقابلتك عدت أشتري الصحيفة يومياً وأقرأ مقالاتك صباحاً مع الإفطار، وكم أشعر بمقدار ما تعبرين به عني وما أشعر به، اليوم قرأت المقال، وأحسست أنني من هؤلاء الذين قصدتهم فيه، القراء الذين يصادفونك في مكان ما ويتحدثون عن مقالاتك، حتى وإن كانوا قد انقطعوا عن قراءته منذ فترة.. أنا من هؤلاء الذين يشكرونك على كتاباتك الملهمة والمؤثرة..).

هذه الكلمات تشبه الخبز اللذيذ على طاولة أي كاتب، إنها بهجة خالصة وحقيقية.

 

Email