الكتابات السياسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصف الناقد الأمريكي أرفنيج هوي الكاتب البريطاني جورج أورويل بأنه «كاتب المقالات الأعظم»، وفي كتاب بعنوان «لماذا أكتب؟» جمعت مجموعة المقالات الطويلة التي كتبها أورويل كتعليقات وقراءات لكتبه ورواياته.

وصدرت في كتاب بترجمة علي مدن بعنوان «لماذا أكتب؟». حين طرح عليه سؤال الكتابة هذا على الكتاب قال: بأن جذور تلك الرغبة في الكتاب تكمن في: حب الذات! فالمرء يريد أن يثير إعجاب الآخرين به وأن يبدو ذكياً، وتكمن في الشعور بالجمال والبهجة الناجمين من أثر صوت تلو آخر في إيقاع اللغة، أو في غيرها، ثم في الشوق الملازم للإنسان لاكتشاف الحقيقة والدفاع عنها. وأخيراً تكمن الرغبة في الكتابة في ذلك الحافز السياسي لدفع العالم في اتجاه معين يعتقد صاحبه أنه الاتجاه الصحيح.

«لماذا أكتب؟» واحد من أجمل الكتب التي يمكن للكاتب والصحفي والمهتم أن يقرأه، حيث ينظر جورج أورويل للكتابة السياسية باعتبارها فناً، حيث يقول «إن أكثر ما رغبت به هو أن أجعل من الكتابة السياسية فناً»، وهذا ما جعله يتفوق في هذا الفن عبر مقالاته الطويلة ورواياته ذات الطابع والموقف السياسي الواضح وتحديداً روايته 1984.

هذه الكتابات هي التي جعلت منه واحداً من أعظم كتّاب المقالات في العالم، وهذا ما يؤكده النقاد الإنجليز إذ ينظرون إليه ويقدرونه ككاتب مقالة أكثر منه روائياً، حيث تحتل المقالة مكانة رفيعة في الأوساط النقدية الإنجليزية، ومع اختلاف الزمن والتطور إضافة لتغير المفاهيم والاهتمامات الثقافية عند معظم القراء حول العالم، فقد أصبحت الرواية هي الفن الأهم في أيامنا هذه، وأصبح القارئ يبحث عن الرواية الخيالية ورواية التاريخ والجريمة لكنه كما يقال لا يفضل الكتابات السياسية، فهل هذا الرأي دقيق؟

إن رواية 1984، رواية سياسية صرفة وإن كانت تدور في عوالم ديستوبية خيالية وسوداء، لكنها واحدة من الروايات الأكثر إثارة لاهتمامات القراء العرب وغير العرب، إضافة لكتاب «كفاحي» لأدولف هتلر الذي صنف كأحد أكثر الكتب السياسية تفضيلاً عند مراهقي أوروبا منذ سنوات عدة.

 

Email