إشكاليات نصنعها بأيدينا

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعود مجدداً لطرح السؤال ذاته: لماذا نحتاج لفتح ملف العمالة المنزلية بشكل عام، وفي هذه الأيام تحديداً؟ بديهياً، لأن كل سلوك أو تصرف نقوم به، ونجد أن نتائجه تنعكس علينا بطريقة سلبية، أو تتسبب لنا في سلسلة من الهدر والخسائر والمواجهات القانونية التي لا تنتهي، كل ذلك يوجب علينا أن نراجع سلوكنا ذلك، ونبحث له عن حلول ومخارج، كي ينضبط سير حياتنا، بعيداً عن التوترات والقلق.

ولا يظنن أحد منا أن الحل أو العلاج لمشاكل العمالة، يقع كله على كاهل الحكومة أو المسؤولين، فهؤلاء يتولون التنظيم القانوني للعلاقة بين العمالة ومستقدميهم، إضافة لتجاوزات هؤلاء وخروجهم على القوانين، أما خارج ذلك، فأمره يعود إلينا حتماً. وهنا، علينا أن نعترف بأن لنا يد طولى في المشاكل والسلبيات التي تحدث في بيوتنا، وتحت أنظارنا، أو في غياب رقابتنا، والتي تعارفنا على أنها المشاكل والتأثيرات السلبية لـ «خدم المنازل»! فما دورنا؟ ولماذا الحديث عنه الآن؟.

دورنا، كما ذكرت في المقال السابق، هو في تقنين العلاقة، في رسم حدود حركة هؤلاء وصلاحياتهم، ودورهم في بيوتنا، وحياتنا، حياة أبنائنا، وفي حرية التصرف في ممتلكات المنزل، حرية التحرك والدخول والخروج منه، طريقة التعامل والحديث والتبسط، ورفع الكلفة، أو وضع الحدود الفاصلة.. إلخ، هذه الأمور نحن من يرسمها ويحددها، ولا علاقة للجهات المسؤولة، ولا دخل لعقد العمل فيها، فإذا حددنا وراقبنا، وظهر لهم حرصنا ومساءلتنا، فلا شك أن ذلك سيعمل على ترسيخ علاقة متزنة ومنضبطة، وإن كان التفلت والثغرات، أمور لا يمكن استبعادها بلا شك.

أما أن نحضر عاملة مساعدة، لم تنل أي حظ من التعليم، لا تعرف أبجديات التعامل مع تفاصيل الحياة التي نعيشها، لا تفهم لغتنا وعاداتنا، ولا تمت لديننا ولقيمنا بصلة، ثم نوكل لها أمر إدارة وتصريف نمط حياتنا كلها: البيت، وحياة أهله، وتربية الأطفال، والاعتناء بهم، والحديث الدائم معهم، إلى درجة أن تصبح غرفة «المربية»، المكان المفضل للطفل ورفقته، أكثر أنساً من رفقة أمه، تحدد وجباتنا اليومية، … إلخ، فهذا استهتار بحياتنا، ونحن من قمنا به، وليست العمالة المنزلية. غداً نكمل..

 

Email