إشكالية لا بد من حلها

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشكلة الخادمات أو العمالة المنزلية المساعدة واحدة من مشاكلنا المستمرة والمزمنة، حيث لا يخلو بيت منهم، كما لا يوجد بيت لم يعانِ من المشكلات، التي أفرزها الاعتماد المطلق على هذه العمالة، وهي مشكلات تتفاوت بين: الهروب، واختلاق القصص للتهرب من مسؤوليات العمل، وسوء معاملة الأطفال والسرقة.. إلخ.

وليجرب أحدنا أن يشتكي لزميله أو جاره ما يعانيه نتيجة هروب العاملة من بيته، عندها سيعرف أن المسألة ليست حالة أو حالتين وإنما ظاهرة عامة في المجتمع، وأنه مهما حاولت بعض الجهات حل إشكالاتها، إلا أن الإشكالية تبدو وكأنها عصية على الحل !

مع ذلك فلا مشكلة بلا حل، والحل هنا في إحداث تغيير حقيقي في طريقة تفكيرنا ونظرتنا لدور هذه العمالة في منازلنا وحياتنا، ولكن كيف ؟

لنلخص جذر المشكلة أولاً، حتى نعرف كيف نبدأ التغيير، لقد بدأت المشكلة عندما تغيرت ظروف المجتمع مادياً، فقمنا ببناء نمط حياة عالي المستوى نسبياً، بسبب الرفاه المادي بطبيعة الحال، قبل ذلك كانت معظم الأسر تعتمد على جهد مجموعة النساء في إدارة شؤون العائلة، لكن لاحقاً وإثر عاصفة التحولات طرأت تبدلات في كل مناحي الحياة.

من أهم تلك التحولات ذلك النمط العالي المستوى من الحياة والمتمثل في منازل كبيرة جداً، حدائق واسعة، سيارات وليس سيارة واحدة فقط، ومع وجود الأطفال ودخول المرأة ميدان العمل، أصبحت إدارة هذا النمط الحياتي صعبة جداً، فكان لابد من وجود آخرين يساعدون في إدارته وتسيير أموره.

وبدل أن تكون مهمة هؤلاء مساعدتنا في إدارة ذلك النمط الحياتي، الذي بنيناه لنتمتع بحياة مرفهة، تجاوزنا في اعتمادنا عليهم، فأوكلنا إليهم معظم شؤون ذلك النمط إضافة لأهل النمط نفسه، وأصبح أهل البيت لا يقومون بأي شيء تقريباً: حتى الأبناء تربيهم المساعدات «جسدياً وقيمياً» من هنا بدأ توغل هؤلاء، وتحولوا لأعداد مهولة، إضافة لخسائر مستمرة، تتعلق بفقدان السيطرة على المنازل، والأطفال.. إلخ !

الحل: أن نعيد ترتيب علاقتنا بهذه الفئة: نحدد لها دورها في أضيق نطاق، فلا نتخلى عن أدوارنا، ولا نحملهم مسؤولية تهاوننا وتقصيرنا وتخلينا عن مسؤوليتنا تجاه حياتنا وأبنائنا، فمهمتهم مساعدتنا وليس إدارة حياتنا من الألف إلى الياء.

Email