السؤال مفتاح التغيير

ت + ت - الحجم الطبيعي

ألا تستحق الحياة أن تعاش دائماً بطريقة أجمل؟ أحياناً يكون الواقع مقبولاً، لا بأس به، يمكن التعايش معه وتمريره، لكن ما الخطأ في أن يسعى الإنسان، وقد خلق الإنسان وفي داخله رغبة النزوع نحو الأفضل أو الأجمل، هذه واحدة من النزعات أو الطباع المتأصلة في الإنسان لا تختلف عن نزعته للجماعة، وللحب والحرية والمكانة والتقدير و.. وهذه النزعة تحديداً هي السبب الأساس وراء كل تطور وتقدم وتغير في تاريخ البشرية، إذ لولا سعي الإنسان نحو الاستقرار ما كان يمكنه تكوين الأسرة، ومعرفة الزراعة وأدواتها، والورق والكتابة، وتأسيس المدن والصناعة والاختراعات و..

لم يسيطر على الإنسان توق أكبر من رغبته في التطور والتغيير، فهل نجح في مسعاه؟ وإلى أي حد كان نجاحه؟ هل فشل؟ هل.. وهل؟ المهم أنه مستمر في مسعاه، أما إدراك النجاح فتتكفل به ظروف عديدة، لجعل الحياة أجمل وأسهل وأبسط، وإن كان تشابك مسارات الحياة جعلها أكثر تعقيداً مما كانت، لكن مما لا شك فيه أنها وفرت للإنسان الكثير مما يسهل حياته، ويجعلها أجمل بكثير مما كانت.

إن كل هذه التحولات الكبرى التي تحققت، والاكتشافات العظيمة التي نرفل في نعيم نتائجها، قد بدأت بسؤال، السؤال مفتاح المعرفة، فلا يمكنك أن تغير شيئاً أو تحرك ساكناً، ما لم يخامرك شك ما، أو تساؤل معين، فتركض وراء فرضياته ومجاهيله لتفككها، وتفهمها، ومن ثم تعمل على تغييرها. والتغيير يحتاج إلى زمن، حيث لا شيء يتغير تحت سحابة النهار، لكن التغيير يحدث في النهاية بالجهد وبالعمل والإرادة!

أتفهم السبب الذي يجعل البعض منزعجاً بسبب أسئلة الصحفيين والمحققين والعلماء والباحثين، الذين تزعجهم الأسئلة، يزعجهم التغيير، يزعجهم انفراط عقد المصالح وثبات الحال وراحة السكون، لكن ذلك لا يمكنه أن يستمر، الحياة تستمر وتصير أجمل بالتغيير، كالماء إن ساح طاب، وإن لم يجرِ لم يطب!

ويرن صدى صوت محمود درويش يذكرنا بأن:

على هذه الأرض ما يستحق الحياة. وما يستحق السؤال كذلك أيها الشاعر الجميل.

Email