نحتاج برنامجاً حوارياً!

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحتاج برنامجاً تلفزيونياً من ذلك النوع، الذي يسميه أهل التلفزيون برامج «التوك شو»، وترجمته «البرامج الحوارية»، يناقش مع اختصاصيين ومسؤولين وشخصيات من عامة الناس، الكثير من الظواهر والأحداث، التي تظهر على سطح المجتمع باستمرار، نظراً لطبيعة مجتمعنا، وتعدد الثقافات التي تتعايش على أرضه.

إن التعددية الثقافية واستقبالنا ملايين البشر من كل مكان، وسرعة التحولات التي نعيشها، تفرز بشكل مستمر العديد من الظواهر والقضايا والمشاكل، التي تصبح مثار جدل بين أفراد المجتمع، نظراً لأنها طارئة على حياتهم، يكتنفها الكثير من عدم الوضوح واللغط، وتعدد الآراء، فالكل يدلي بدلوه، والكل يقدم نصيحته، ما يجعل الناس في حيرة من أمرهم! فما المخرج؟

إن البرامج الحوارية واحدة من الحلول العملية، والحديثة لقيادة الرأي العام في مثل هذه المواقف وللتأثير فيه، فالناس حين تلتبس عليهم المواقف والآراء يكونون في أمَسّ الحاجة لمن يقود تفكيرهم بشكل موضوعي، عبر تقديم معلومات صحيحة واضحة، ونقاش هادئ، وعرض جميع الآراء بطريقة تعينهم على الفهم والمعرفة، وبالتالي تأسيس وعي حقيقي بما يحدث حولهم، مما يساعدهم على عدم الارتباك والوقوع في فخ الشائعات والأكاذيب.

وتاريخياً، فإن الولايات المتحدة هي أول من عرف هذا النوع من البرامج منذ العام 1948، حقبة بداية انتشار التلفزيون، والذي كانت البرامج الحوارية وقتها تمثل معظم ساعات البث، ومن هناك انتشرت ووصلت إلينا، فحصرناها بين السياسي البحت، والفني المبالغ فيه، ونسينا الاهتمام بالشؤون العامة تلفزيونياً.

للبرامج الحوارية شكلان: الشكل الأول يعتمد على استضافة ضيف شخصية بارزة، لمناقشة أمور سياسية أو للتعليق على قضية مثارة أو خبر سياسي، أو استضافة ضيفين يمثلان اتجاهات أو أفكاراً مختلفة، أما الشكل الثاني الأكثر شيوعاً فهو عرض الشؤون العامة المختلفة، عبر شخصيات مختلفة في الفن والمجتمع والاقتصاد والتعليم و… مثل برنامج أوبرا وينفري الحواري الشهير.

لذلك، نحن بحاجة ماسة لبرنامج حواري، يناقش الشؤون العامة بدل فوضى السوشيال ميديا، التي تتقاذف الناس يميناً وشمالاً.

 

Email