رغبات مؤجلة..

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأوقات العصيبة التي تعصف بحياة أي منا، نسقط مباشرة في اليأس والتفكير بأن كل شيء بلا جدوى، ونظل نقول كلاماً مختلطاً ونثرثر أمام من نثق بهم، في محاولة لطرد سموم الأفكار السوداء التي تربض هناك في عقولنا وعلى صدورنا، في أوقات الصدمات الكبرى والفقد والخيانات ومواجهة نازلة الموت، نحتاج لكثير من الإيمان والثقة والمدد، نحتاج لأصدقائنا ولمعرفة ذاتنا جيداً ومكامن قوتنا، نحتاج أن لا نفقد البوصلة، ففي أوقات الصدمة القاسية عادة ما تُفقد البوصلة!

نحتاج لأن نتذكر إن الخوف والشك واليأس أشرس الأعداء، وأن النظر إلى المرآة شجاعة، والتيقن من قدرتنا على الخروج من هذا كله، هو أول الطريق لرؤية النور، وفي وضح النهار سنكتشف إننا سقطنا سريعاً، لأننا بقينا زمناً طويلاً نمرر حياتنا بدل أن نحياها، نمررها إما لأجل شخص نحبه أو لأجل أشخاص يحتاجوننا، وفي كل مرة نقطع جزءاً من الطريق نكتشف بأن هشاشتنا تزيد وقوتنا تتهاوى، لأننا بعيدون عن قوتنا الحقيقية، ولأن هناك من يمتص طاقتنا وقوتنا دون أن نفطن للهاوية التي نذهب إليها!

في ضوء الوعي، سنرى أنفسنا، سنعي ذاتنا واحتياجاتنا ورغباتنا، وسنحب كل ما سيقدمه لنا النور، سنعرف يقيناً إن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وفي هذه الروح الكامنة فينا ما يستحق الاحتفاء، وسننتبه لكل شيء حولنا، سنجلس إلى طاولة صغيرة وسنسجل كل ما كنا نريد أن نفعله، كل ما كنا نفكر فيه ونخجل من إعلانه، كل ما نود أن نحصل عليه ولم نفعل، أن نراه، أن نسافر إليه، أن نعلنه بصوت عال!

إن أول عتبات الوعي هو أن نرفع أصواتنا بما نفكر فيه، بتلك الأشياء الصغيرة التي لا بأس بها ولا تضر أحداً وكنا نحبها ونبتسم إذ تخطر أو تمر بذاكرتنا كعصفور ملون، لكننا خفنا من الآخرين الذين يجيدون - وبشكل عجيب - كل الطرق لجعلنا نتخلى عما نريد ونخجل من التعبير عنه، فلماذا نكتم أصواتنا ونخاف من أحلامنا، ونتحول لمسدسات كاتمة للصوت وقاتلة للأمنيات؟!

Email