ناقدات إماراتيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

حضرت منذ يومين جلسة افتراضية في غاية الثراء، نظمها نادي النقد باتحاد كتاب وأدباء الإمارات تحت عنوان «نوافذ على القصة القصيرة في الإمارات بين الكتابة النسوية والواقعية السحرية»، وحتى إن بدا العنوان طويلاً بعض الشيء، إلا أنه زاد من الحمولة المعرفية، التي تضمنتها الأوراق التي حاولت تغطية المجال، الذي شمله العنوان تاريخياً ونقدياً، تطور القصة القصيرة في الإمارات، اختلاف التيارات التي تبناها القاصون والقاصات الإماراتيات بين جيل البدايات، وجيل اليوم، أسباب تبني منهج الواقعية سابقاً، وتيارات التجريب والواقعية السحرية حالياً، تطور القصة بتطور أحوال وأوضاع المجتمع والدولة.. إلخ.

لم تنس الناقدات «د.ناجية الخرجي، ود. ميثاء حمدان، ود. سميرة الشحي» اللواتي شاركن في تنشيط الجلسة، عبر تقدمهن بأوراق نقدية عميقة، ذهبت كل ورقة منها لتغطية أحد محاور العنوان الكبير، من التطرق لأسماء بعينها، لما لها من فضل وضع لبنات التأسيس في ما يخص هذا المجال الإبداعي العظيم: القصة القصيرة، حيث تبرز في المقدمة أسماء كل من: شيخة الناخي، وسلمى مطر سيف، ومريم جمعة، كان لافتاً ذلك الإطراء والاحتفاء بأسماء هامة في تاريخ السرد القصصي الإماراتي، أسماء بزغت منذ منتصف الثمانينات، وأعطت بقوة وبشكل ساطع ومشهود له، ثم أفلت، وكان لكل أفول سببه بلا شك.

ما لفتني وجود هذا العدد من الناقدات الإماراتيات، هذا الاهتمام وهذا الاشتغال في هذا المجال الصعب والمهجور صحفياً وإعلامياً، والذي لا تتيح له الفضاءات العامة الفرصة الملائمة للظهور الواضح، الذي يجعله يضع بصمته في عالم النقد الخليجي والعربي، ويسهم بشكل فعال، وبما يستحقه في الارتقاء بالنتاج الأدبي الإماراتي، عبر المجلات الثقافية والصفحات والملاحق المشابهة، وعبر لجان التحكيم وغير ذلك.

أسعدني بصدق ما سمعت وما عرفت، أسعدني وجود نادٍ للنقد يخوض غمار مضمار أصبح شبه مهجور نظراً لحساسيات الواقع، واختلاط الحابل فيه بالنابل، أسعدني تصدي المرأة للمهام الصعبة كما عهدها، سعدت لأنه طالما ظل الناقد موجوداً، فلا بد أن يستقيم أي عود نظنه أعوج في دنيا السرديات باختلاف أشكالها.

 

Email