حوار مع إيزابيل الليندي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما أكتب ليس لدي مخطط محدد للرواية، أنا لا أضع ماكيتاً لعملي ولشخصياتي، أكتب لأنني أريد أن يأتي الناس معي ويستمعوا لي وأنا أحكي لهم القصة.

كانت والدتي جميلة وموهوبة وذات رؤية، تماماً كما هي بطلة روايتي الأخيرة، لكن والدتي لم تكن مستقلة مادياً، لم يكن بوسعها أن تكسب رزقها حين هجرنا والدي وتركنا لرعاية جدي، وهذا أحدث فارقاً كبيراً في حياتنا، لقد قلت وسأظل أكرر: حين لا تستطيع أن تعيل نفسك، ستكون تابعاً وسيكون هناك شخص آخر من حقه أن يتحكم في حياتك ويوجه الأوامر.

ارتبطت بعلاقة حميمة بوالدتي ولكن عبر الرسائل ولسنين طويلة بعدما غادرت وطني، كنا نكتب لبعضنا كل شيء وكل يوم، وحين أوكلت الرسائل لشركة من أجل رقمنتها وحفظها قدروا عددها بـ24 ألف رسالة، تحوي كل شيء، حياة أمي كاملة وكذلك حياتي، وحين ماتت أمي عام 2019 لم أعد أكتب أو أسجل يومياتي، وصارت الأيام تمر سريعاً.

في سنتي الجائحة تمكنت من كتابة الكثير: رواية طويلة (ڤيوليتا) وكتاب فكري بعنوان (روح المرأة) ورواية أخرى تحكي عن اللاجئين، امتلك كل الأشياء التي يحتاجها الأدباء والكتاب: الوقت والعزلة والصمت، لكنني لم أعتزل عن العالم، فالمؤسسة التي أطلقتها إحياء لذكرى ابنتي باولا تتواصل مع ضحايا الخطر والفقر والعنف، من هنا أدرك أن العالم ليس في العزلة والصمت، فالنساء حول العالم يعانين كثيراً وتحديداً المهاجرات والفقيرات.

منذ سن مبكرة وأنا أعي أن هناك ظلماً اجتماعياً فادحاً، وأن العدالة غائبة، لذلك فأنا غاضبة لذلك، غاضبة على الدوام لأن العالم غير عادل، ولا شيء يمكن أن يهدئ غضبي على الإطلاق.

بالنسبة للكتب أحاول في هذا العمر (أنا في التاسعة والسبعين) ألّا أحتفظ بالكتب، أنا أتبرع بها أولاً بأول، أحتفظ بكتب نادرة كالكتاب الذي قدمه لي زوج أمي كهدية وأنا في العاشرة، ومجموعة أعمال شكسبير. أخجل أن أقول ذلك لكنني بالفعل لم أتمكن من قراءة (الأخوة كرامازوف) فلقد مللت منها.

(من حوار مع إيزابيل الليندي في جريدة الغارديان البريطانية)

 

Email