جائزة البوكر.. احتفاء بالرواية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسدل الستار مساء الأحد في أبوظبي على دورة البوكر لهذا العام، بعد حفل بديع غامر بالفرح ومحتشد بالتمنيات، ومشاعر التوتر والترقب، بعد أن تلا رئيس لجنة تحكيم البوكر، التونسي شكري المبخوت، بيانه، معلناً اسم الرواية الفائزة: «خبز على طاولة الخال ميلاد» للكاتب الليبي محمد النعاس.

تلا الدكتور شكري حيثيات اختيار لجنة التحكيم لهذه الرواية تحديداً، كما تلا الدكتور ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، خلاصة رأيه فيها وأسباب تأهلها للجائزة.

ومع شديد التقدير لكافة التوقعات والترشيحات، إلا أن القرار وكلمة الفصل في نهاية المطاف موكولة للجنة التحكيم ورئيسها دون أية تدخلات خارجية أو إملاءات أو اعتبارات، وكل من يدعي غير ذلك، أو يشطح به الخيال الميّال لنظريات الاتفاقات والتربيطات والاعتبارات، عليه أن يعلم بكل أمانة وبساطة أن اللجنة بأعضائها ورئيسها يملكون كافة الصلاحيات والحرية المطلقة للاختيار، وأن لا أحد يراجع قراراتهم أو يتدخل فيها، أياً كان هذا الشخص ومنصبه في تراتبية إدارة الجائزة، وهو أمر لمسته من واقع تجربتي الشخصية في تحكيم روايات البوكر.

لقد أسدل الستار إذن على دورة عام 2022، بانتظار نتائج وروايات وروائيين جدد سيزدان بهم أفق الثقافة والأدب العربي العام المقبل، وأياً كان رضانا أو عدم قبولنا النتيجة، فهي قد اتخذت لصالح رواية عربية وروائي عربي شاب نافس بعمله الأول في جائزة كبرى كالبوكر، وكسبها، فقد كانت فكرته التي بنى عليها روايته فكرة أصيلة، فيها من الجرأة ما فيها، وهو أمر يحسب لمحمد النعاس أن يروي تجربة شخصية يتعرض فيها لثيمة الرجولة في مجتمع عربي قروي محافظ، لديه تصوراته الجاهزة والمتوارثة عن هذا الموضوع، وهي تصورات غير قابلة للجدل.

صحيح أننا نحتاج إلى روايات جميلة، عذبة، سلسة، تدغدغ خزان المشاعر وجماليات اللغة والسرد، لكننا أيضاً بحاجة ماسة لروايات وكتب تشبه الكتب التي قال عنها كافكا (إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا، فلماذا نقرأ إذن؟ إننا نحتاج إلى تلك الكتب التي تنزل علينا كالصاعقة، على الكتاب أن يكون كالفأس التي تحطم البحر المتجمد في داخلنا).

Email