الإعلام وجرائم الخدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال سنوات طويلة، شهدنا وسمعنا وقرأنا، وتناقل الناس في مجالسهم أحاديث كثيرة عن جرائم العمالة المنزلية، والتي لن نكون مبالغين، إذا قلنا إن عددها وطبيعتها والآثار الناجمة عنها، قد تجاوزت الحد المعقول أو المقبول.

يحق لنا أن نسأل عن الاحتياطات الرسمية الإعلامية التي اتخذت، وعن الحلول والمقترحات التي قدمت للجمهور، لضمان عدم تكرار ما حصل، ولا يزال يحدث، في بيوتنا، حتى اليوم وغداً؟.

لندع جانباً، الإجراء الحكومي بتقليص مكاتب استقدام العمالة وتنظيمها في شركة مكاتب «تدبير»، والتي خففت من ظاهرة هروب الخدم من البيوت، أنا هنا أتساءل عن دور الإعلام الأمني والمجتمعي في توعية الناس بما يحدث، تقديم خبرات وتجارب حقيقية، من واقع حوادث حقيقية تمتلئ بها ملفات مراكز الشرطة، وتتلخص في: الهروب من منزل المخدوم، السرقات والاحتيال والنصب، استغلال كبار السن، المعاملة الوحشية للمسنين والأطفال والمعاقين، دس القذارات في الطعام، بنية السحر والاستحواذ على أهل المنزل.. وصولاً للإيذاء الجسدي، وأحياناً القتل..

لماذا حصرنا ظاهرة تلفزيون الواقع في حكايات التفاهة والفن، وكشف أسرار العلاقات بين الزوجين و… إلخ، ألا يمكن لتلفزيون الواقع، أن يقدم برامج ذات جماهيرية عالية، ومردود ربحي، بالتطرق لمواقف يتعرض لها الناس في المجتمع؟ نعم يستطيع، وجرائم عمالة المنازل خير دليل، لا بد من أن ينتقل الناس من منطقة التعامل بثقة مطلقة وسلبية كاملة، وطيبة قلب لا داعي لها، إلى حالة اليقظة والحذر وأخذ الحيطة، ماذا وإلا سيظل الطيبون والواثقون ثقة في غير محلها، عرضة للنصب والسرقة والاستغفال، وهذا ما يجب أن تركز عليه رسائل الإعلام، بالتعاون مع الجهات الأمنية!!

إن الاستعانة بعمالة مساعدة ليس خطأ، لكن الخطأ حين نتحول إلى ضيوف في بيوتنا، لا نعلم ماذا يدور فيها، والخدم هم من يسيرها ويتحكم فيها وفينا، وفي أطفالنا، وحتى مشتريات بيوتنا، خاصة في ظل وجود وسائل وهواتف تساعدهم على ذلك.

إن للإعلام أدواراً ووظائف عديدة في حياة الناس، تتجاوز النشر والأخبار والإعلان والتسلية، والتوعية أحد أهم هذه الوظائف.

Email