ماذا وضعت في سلة حياتك؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك فرق كبير بين ما تحتاجه فعلاً وما يتراءى لك في لحظة ما أنك تريده أو في أمس الحاجة إليه! وحدها حالتك التي تصنع هذا الفارق بين الوهم والحقيقة، ففي الوقت الذي لا تكون حالتك محايدة ووضعك النفسي غير مستقر أو كما يجب، في تلك اللحظة عليك كما يقول علماء السلوك الإنساني أن تتجنب اتخاذ المواقف والقرارات وعقد العلاقات تحديداً!

منطقياً، وكلنا جربنا ذلك، حين ندخل إلى مطعم، أو محل بقالة أو سوبرماركت ونحن مشتتون، أو واقعون تحت حالات من اليأس أو الشعور بالوحدة نتيجة فقدان أحبة أو نتيجة طلاق أو انفصال مثلاً، فإننا نكون في أشد حالاتنا ضعفاً وضبابية، وهنا فإننا نكون كالشخص (الميت من الجوع)، يشتري الكثير من الأطعمة والأطباق تحت وهم الجوع القاتل، هذه الخيارات العشوائية سيتضح له لاحقاً إنها غير موفقة وغير ضرورية في معظمها!

لذلك يلجأ كثيرون ممن يعانون ضغوطاً نفسية أو حالات ضيق شديدة ووحدة ويأس إلى التسوق لا لحاجة ولكن للتنفيس عما بهم، وبالفعل بعد الانتهاء يشعر الكثيرون منهم بشيء من الهدوء، لكن بعد أن يكونوا قد تكبدوا مبالغ باهظة دفعت لقاء حاجيات غير ضرورية!

الأمر نفسه كما يقول أخصائيو السلوك والعلاقات العاطفية ينطبق على الحياة، لذلك ينصحونك بأن لا تتسرع ولا تندفع في الدخول في علاقات إنسانية، عندما تشعر بالوحدة، أو الحزن أو تكون في حالة اكتئاب حادة، فمن المؤكد أنك ستختار الشخص الخطأ، ومن المؤكد أنك ستدخل في علاقة غير محايدة ستعمل على دغدغة مشاعرك، ومنحك الكثير من الشفقة أو العطف أو حتى الاستغلال، كثيرون سقطوا في هذا الثقب الأسود ولم يستطيعوا الخروج منه، أو دفعوا الكثير لاحقاً!

عندما تكون يائساً ستختار أي شيء تظن أنك تريده، لا الشيء الذي تحتاجه فعلاً، المشكلة الحقيقية أن كل إنسان في لحظة الضعف القاسية تلك لا يمكنه تمييز أو رؤية الأمور بهذا الوضوح الذي يتحدث عنه الناصحون، لذلك فإنه غالباً ما يلتقط أي شخص ويضعه في سلة حياته ويمضي، مضطراً لدفع الثمن.

Email