تيك توك نحظره، أم نتركه؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذا هو السؤال الوجودي الذي يشغل الساحة الاجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي، متحولاً إلى قضية أخرى، تنضم للعديد من القضايا المعلقة في حياتنا الاجتماعية، والتي تكشف عن أزمة نعيشها كمجتمعات وأسر وأنظمة تربية وتعليم، هذه الأزمة التي تتلخص في الأثر التدميري للتيك توك، على أخلاق الأطفال والمراهقين، وتوجهاتهم وأفكارهم، وهو مبرر قوي للمطالبة بغلق التطبيق، بحسب أصحاب الدعوة.

هل أنتِ مع أو ضد إغلاق التيك توك؟ لقد سئلت هذا السؤال مراراً، والحق فأنا لا يعنيني استمراره بأي حال، لكن القضية ليست في إغلاقه، فبمزيد من الضغط الاجتماعي، وتحويل الأمر لقضية رأي عام، قد ينجح الأمر ويغلق التطبيق، تلك ليست معضلة، المهم هو السبب وراء الدعوة، لا أتحدث عن الآثار والحجج، ولكن عن السبب الحقيقي للدعوة!

الأسئلة الملحة هنا: على من نخاف بالضبط في هذه القضية؟ هل نخاف على الصغار والمراهقين، أم نخاف من انحرافاتهم، لوجود عدد لا بأس به من النماذج المنحرفة، وبشكل فاضح؟ إذن مَن الأخطر هنا: التطبيق هو الخطر، أم هؤلاء الذين يشكلون ظاهرة الحضور الفاضح والخطر؟ وهل حظر التطبيق سيجعل هؤلاء يختفون فعلاً؟ خاصة أن هناك شباباً وكباراً وصغاراً لا يقلون انحرافاً عن بعضهم البعض!!

سؤال آخر: من يضمن أنه إذا أُغلق التيك توك، ألا يظهر تطبيق آخر أشد خطورة منه؟ من يضمن ألا يتمكن المراهقون من اختراق الحظر بطرقهم الخاصة؟ من قال إن تويتر وإنستغرام وفيسبوك، تطبيقات خالية من أسلحة الدمار الأخلاقية، فهل سنطالب بحظر كافة التطبيقات؟ أم أن هناك حلاً آخر؟.

الحل الأمثل والمنطقي، يكمن في التربية والتحصين السليم لأبنائنا، دينياً وأخلاقياً، ولا بأس من مراقبة هواتفهم، إذا كانوا تحت السن القانونية، وسيظل الخوف والحرص عليهم قائماً، لكنه لا يبرر حبسهم في البيت، كما أن على المدرسة دوراً فاعلاً ومهماً، يجب أن تقوم به، لتتضافر جميع الجهود للوقوف في وجه موجة التيك توك العاتية، التي لن يكسرها الحظر أبداً.

Email