تيك توك!

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ مدة دخلت نقاشاً مع مجموعة من الأصدقاء حول تطبيق (تيك توك) الشهير للمقاطع القصيرة والمثيرة وأحياناً الطريفة جداً، وغير المقبولة أحياناً أخرى، ولأنني لا علاقة لي بهذا التطبيق فأنا لست مشتركة فيه ولا أعرف إن كان أحد من أفراد عائلتي يستخدمه فعلاً، لكن على حد علمي لم يصلني ما يشير إلى أنهم يستخدمونه أو سبق لهم استخدامه ذات يوم، وأنا هنا لا أنفي صلتي بالبرنامج لأن لدي موقفاً منه، لكن لأقول بأن ذلك كان سبباً لعدم حماسي لذلك النقاش، الذي تطرق لمخاطر التطبيق على الصغار والمراهقين، حتى إن أحدهم ذكر بأن ضياع الصغار سببه التيك توك!

منذ يومين فقط سجلت حساباً عليه، وألقيت نظرة سريعة جداً على المقاطع الموجودة، فعثرت على ما يستهويني دائماً وبالفعل أحسست بأن وقتاً كنت بحاجة إليه قد تسرب ببساطة وأنا مندمجة في مشاهدة المقاطع القصيرة جداً لمدن وقرى ومناطق جميلة ومبهرة حول العالم، كنت أمر مرور الكرام على جنون الرقصات الغريبة وتكتلات الشباب على الشواطئ وغيرها !

في ختام جولتي ليوم واحد في هذا التطبيق تساءلت: هل أنا بحاجة فعلاً لتطبيق جديد من تطبيقات السوشال ميديا إضافة لما هو عندي بالفعل؟ وما الذي أضافته هذه المقاطع التي شاهدتها طوال اليوم؟ وكم من الوقت تسرب من أصابع النهار دون معنى حقيقي؟ والأهم كم حسرة اجتاحتني لأنني لن أتمكن من زيارة كل تلك المناطق التي شاهدتها في المقاطع؟ وأنا هنا أتحدث عن يوم واحد فما بالنا بأشهر وسنوات؟

ما يعني أن هناك تأثيراً نفسياً وذهنياً حقيقياً لهذا الذي نتابعه باستمرار وبتراكم غريب يتفاعل في داخلنا ويعدل أنماط أفكارنا وسلوكياتنا وتوجهاتنا دون أن ننتبه، ومن هنا يمكن فهم الدعوات التي تنادي بإغلاق هذا التطبيق في الإمارات ولصالح الصغار أسوة بما حدث في سلطنة عمان كما قرأت منذ يومين! وهذا حديث يطول وعلينا مناقشته في البداية قبل أن نعطي موافقتنا أو رفضنا لمثل هذا القرار.

غداً نكمل..

Email