خير الإمارات لا ينسى

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصلتني الكثير من رسائل التعزية في وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي لاقى وجه ربه يوم الجمعة الثالث عشر من شهر مايو الجاري، لأن مشاعر المواساة والتعاطف ليست بحاجة لعقود تعارف وصداقات حميمة، فغالباً ما يحب الناس أفعال الخير، ويقدرون أصحابها ويعلون قدرهم في قلوبهم عندما يجدونهم يمدون أيديهم للمحتاجين في وقت الحاجة أو في الوقت الذي يتردد فيه الآخرون أو لا يبادرون، إن الناس بفطرتها النبيلة تحب الخير والخيرين، وتتذكر مواقفهم بغض النظر عما إذا كانوا قد استفادوا منهم بشكل مباشر أم لا.

كتبت صديقة (لقد قدم الشيخ زايد والشيخ خليفة الكثير لبلادي، وأنا حزينة جداً على وفاة هذا الرمز الكبير كما حزنت على فقد والده منذ سنوات). وقالت صديقة أخرى (يمر بي اسم الشيخ زايد كل يوم وأنا أعبر الطريق إلى عملي، ففي بلادي مدن وأحياء ومشاريع وأسر تدعو للشيخ بالرحمة والمغفرة على كل ما قدم)، بينما قال صديق لبناني (لن أنسى مشروع إزالة الألغام من منطقة الجنوب اللبناني بعد انسحاب إسرائيل منها، لقد بذل الكثير وأنقذ الآلاف بهذا الفعل الكبير).

هكذا كان نهج المغفور له الشيخ زايد وسيرة الشيخ خليفة، وسيستمر نهج العطاء واليد الممدودة للأشقاء والأخوة والأصدقاء ولكل الإنسانية في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ما بقيت الإمارات منارة وخيمة وقلباً يسع الجميع، فهذه طبيعة الإمارات وطبيعة أهلها، فاللهم أدم الخير واحفظ الإمارات. ومذ كنا نخطو خطواتنا الأولى في تكوين الدولة، اخترنا أن نتشارك الخير مع أشقائنا وإخوتنا، كنا تشاركنا الخبرات والمنجزات والإنجازات، أولاً لأننا لم ننسَ وقفة الجميع معنا بمقدراتهم وإمكانياتهم وكوادرهم البشرية والعلمية، يوم كانت الإمارات بلاداً بسيطة، وصحراء ممتدة تتشهى أمطار الخير، وتحلم بالنهضة والعمران والرفاهية، وعندما هلت بشائر الخير فتحت الإمارات ذراعيها لمشاريع النماء والاخضرار كما فتحتهما للجميع ولا تزال، تعد الكل بالأمان والسلام والكرامة والخير، حتى أصبحت حلم شباب العرب للهجرة إليها، ومهوى أفئدة كل من سمع بها.

Email