تفاصيل.. غيرتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت دراستنا الابتدائية في مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات، التي كانت تقع في أول شارع نايف، قريبة من مركز شرطة نايف من جهة، ومصلى العيد في تلك الأيام من الجهة الأخرى، ذلك المصلى الذي تحول لاحقاً إلى حديقة نايف، بعد مركز الشرطة، الذي حافظ على اسمه وموقعه حتى يومنا هذا، كانت تقع مكتبة صغيرة، هي مكتبة دبي للتوزيع، في وسط شارع نايف، منذ تلك السنوات البكر، تشكلت علاقة طويلة بالمكتبات لا تنفصم أبداً.

السيد أحمد الكيتوب كان صاحب المكتبة، التي يعود لها الفضل في فتح عيوننا على عوالم الكتب العظيمة، لقد كانت بحق المكتبة التي وجدنا فيها ضالتنا، أو ما أصبح ضالتنا في ما بعد، وشكّل شغفنا بالكتب وبالقراءة، وحببنا بالمكتبة.

وربطنا تالياً بالمكتبة العامة، التي تأسست في دبي بداية سنوات الستينيات، بمنطقة الراس في ديرة.

منذ وقت مبكر من القرن العشرين وحتى اليوم، كتبت هذه المكتبات تاريخ علاقة جيل كامل من أبناء دبي، بالكتب والفكر العربي والعالمي: الروايات العالمية المترجمة، الكتب الفكرية، الروايات العربية، روايات المكتبة الخضراء للأطفال، والمجلات الشهيرة، كالعربي الكويتية وغيرها.

المكتبة، جاءت بعد المدرسة مباشرة، كواحدة من المفاصل الكبرى في حياتنا، وفي دورة تغيير المجتمع والأفراد، وسكان دبي عرفوا المكتبات منذ بدايات القرن العشرين، عندما كانت مكتبات خاصة في بيوت التجار والأعيان وأهل العلم، مثل مكتبة الشيخ عبد الرحمن بن حافظ، ومكتبة الشيخ محمد بن سعيد بن غباش، ومكتبة الشيخ محمد نور بن سيف، وجميعهم من أهالي دبي، وكانت مكتباتهم من أوائل المكتبات التي عُرفت في المدينة. في ما بعد، عرفنا الطريق إلى مكتبات أخرى، مثل مكتبة الحكمة، التي كانت تقع في ميدان جمال عبد الناصر (كان ذلك اسمه في منتصف السبعينيات، قبل أن يتغير إلى ميدان بني ياس)، ومنها، حسب ما تحمل ذاكرتي، اقتنيت أول كتاب عن حياة ماري كوري مكتشفة عنصر الراديوم، وأنا ما زلت تلميذة في الصف الخامس الابتدائي، قبل أن تتسع دبي، وتكثر المكتبات، وتصبح متوافرة في كل مكان.

Email