الحلم الإماراتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن أصدرت حكومة دولة الإمارات قرارها بمنح الإقامة الذهبية لفئات مختلفة من المبدعين وحملة الدكتوراه وأصحاب المشاريع الاستثمارية وملاك العقارات الخاصة والنجوم المتألقين في دنيا الرياضة والفن وغير ذلك، وطلبات الحصول على هذه الإقامة تتدفق على الجهات المختصة وبشكل فاق التوقعات، حيث سارع للحصول عليها كتاب وروائيون وفنانون تشكيليون وشعراء وموسيقيون وناشرون وأطباء وأساتذة جامعات وصحافيون وناشطون ومشاهير على قنوات اليوتيوب ومواقع التواصل..

أسماء كثيرة من بلدان عربية وأجنبية، كلهم راغبون في الحصول على فرصة الإقامة لعشرة أعوام على أرض الإمارات، فهل تشكل الإقامة الذهبية فارقاً لكل هؤلاء، أم أنها الإمارات بكل ألقها ومشاريعها وعجائبها تشكل إغراء لا يمكن مقاومته؟

إن محاولة أولية لقراءة الأهداف التي تقف وراء السعي للحصول على الإقامة الذهبية تشير إلى ما تتمتع به دولة الإمارات من استقرار سياسي واقتصادي واضح أمام الجميع، ففي كل الظروف والهزات والأزمات التي عصفت بالعالم كانت الإمارات الأكثر أماناً وثقة في مواجهة آثار تلك الأزمات، أسواقها ظلت مستقرة، اقتصادها، سياساتها، مستويات المعيشة، ومعدلات الرفاه والوفرة لم تتغير، أما الغلاء فله أسبابه التي طالت العالم كله!

ما يعني أن الإمارات باتت المعادل الموضوعي للأرض الحلم لكل إنسان يعتقد أن بلاده عرضة لأي اهتزازات وأنه إذا ما فكر في الأمان فليس أمامه سوى الإمارات، وهو حتى وإن لم يستفد من الإقامة فعلاً وبقي يحتفظ بها في جيبه بينما يعيش في بلده، فإنه يعلم أنه يحتفظ ببطاقة مفتوحة للدخول لبلاد الحلم متى أراد، ولذلك فهي ورقة رابحة بكل المقاييس ولن تخذله يوماً، وقد تكون بوابته لفرص ومشاريع لطالما راودت أحلامه.

كل هذا يؤكد المكانة والثقة الرفيعتين اللتين بلغتهما دولة الإمارات في قلوب الجميع، ما يعني انتقال مركز ثقل الحلم الإنساني من أمريكا والغرب إلى دولة حديثة من دول العالم العربي استطاعت بجهود جبارة أن تعزز مكانتها وتفرض وجودها وتألقها وصورتها الباهرة على مستوى العالم.

Email