«نتفليكس» مجدداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت قد توجهت بمجموعة من الأسئلة باعتباري واحدة من المشتركين في منصة نتفليكس، بعض تلك الأسئلة تعبر عن مخاوف تربوية وأخلاقية، وبعضها له علاقة بالتأكد من كون هذه المنصة العالمية تتوافق مع مبدأ الحقوق والواجبات، حيث إن لكل مشترك الحق في أن لا يتعرض للأذى أو تفرض عليه مواد معينة لا تتفق مع توجهاته وثقافته، مع العلم أن هذه المنصة الدولية هي في نهاية الأمر مشروع تجاري في مجال الترفيه يهدف للربح أولاً، والاشتراك فيها اختياري بحت.

وبما أن مستخدمي المنصة يفوقون عدد المشتركين فيها، باعتبار أنه يحق لكل مشترك يمتلك حساباً خاصاً أن يشرك معه 4 مستخدمين كحد أقصى في حسابه، وإذا كان عدد المشتركين الفعليين يصل إلى 222,000,000 مشارك حول العالم، فلا بد أن نعي عدة حقائق.. مقدار التنوع الذي يتوجب على المنصة أن تقدمه وتوفره لعملائها الذين يدفعون مقابل الحصول على خدماتها المختلفة، هذا أولاً، وثانياً مقدار الاختلافات الجذرية التي علينا أن نتوقع وجودها في محتوى ومضامين الأفلام والمسلسلات والوثائقيات، إلى درجة جعلت البعض يهاجم المنصة وينتقدها بعنف، بل ويصف مضامينها بالتخريبية والداعمة للانحرافات، والمشجعة على القيم المسيئة، فهل الأمر كذلك؟ لا يمكنني نفي ولا تأكيد ذلك، لكنني أستطيع أن أطالب بحقوقي طالما أنني أدفع مقابل الخدمة.

بطبيعة الوضع، فإن الأفلام والمسلسلات حين تحوي مشاهد أو حوارات تشجع على العنف وتزين العلاقات غير المشروعة والتوجهات المنحرفة حسب ما يراه المجتمع أو الأسرة فإنها تعتبر مرفوضة، وخاصة إذا شاهدها الأطفال والمراهقون والشباب الصغار، لأننا جميعاً كآباء وكأمهات حريصون على سلامة وحماية نفسيات وقيم وأفكار أبنائنا، لأن هذه مسؤوليتنا الأولى تجاههم.

من هنا كان السؤال حول مدى توفير نتفليكس الأدوات والوسائل التي توفر هذه الحماية، بحيث لا يصل الضرر للصغار والمراهقين، والحقيقة أن المنصة قد وفرت في صفحة الإعدادات لكل مشارك قائمة بالإنجليزية والعربية لكل أدوات الحماية والمنع وحظر مشاهدة أي محتوى يرى الآباء أنه لا يتناسب مع أبنائهم، وهذا في حد ذاته خطوة في غاية الأهمية.

Email