مستقبل الآلات

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط موجة هائلة من الأفكار والمواد السينمائية والإعلامية والعلمية، التي تتحدث عن الذكاء الاصطناعي والروبوتات أو البشر الآليين، الذين يصنعهم الإنسان كآلات فائقة الذكاء والأداء كي تساعده في إنجاز أكثر الأعمال دقة وأهمية بمنتهى السرعة والاحترافية، وبنسبة صفر أخطاء، وسط موجة الاهتمام بهذه القضية نظراً لجوهريتها الاقتصادية تحديداً باعتبارها تصب فيما صار يعرف باقتصاد المعرفة.

وعليه يحق لنا أن نسأل: لماذا عندما نفكر في مستقبل الإنسان لا نفكر إلا في الحياة الافتراضية الفائقة التطور، وفي البشر الآليين، الذين سيحكمون ويتحكمون في الحياة والإنسان وكل شيء؟ لماذا نصر إصراراً على أن نتخيل المستقبل بدون بشر أو ببشر محدودي العدد جداً، وأن الغلبة عدداً وسيطرة هي للروبوتات أو الآليين؟ هل هو اتفاق مع فكرة التخلص من الأعداد الهائلة للبشر وتقليصهم إلى أقل عدد ممكن، ليتناسب ذلك مع الموارد المتوافرة على الأرض، وبالتالي تحقيق الرفاهية والسعادة والعدالة للناس؟

هل هو إعداد البشرية لعالم مقلوب تماماً يتحكم فيه الآليون فائقو الذكاء في الأرض والحياة وكل شيء يحيط بنا؟ فهل يعني ذلك أن البشرية تسير باتجاه مستقبل يصبح فيه الإنسان آلة الآلة؟ وبدل أن تخدمه يخدمها؟ وبدل أن يسخرها لتطوير حياته تسخره هي لأهدافها، وتصارعه لتسلب منه كل صلاحياته؟ أليس هذا على وجه التحديد ما ناقشه فيلم «أنا روبوت» الذي قام ببطولته ويل سميث، وعرض عام 2004، ويتناول فكرة الصراع المحتمل بين الإنسان والروبوت، وتهديد الآليين للبشر في المستقبل.

الفيلم من نوع الخيال العلمي، وتدور أحداثه في العالم 2035، حين تطورت التكنولوجيا وصنعت آليين فائقي القدرات، يساعدون البشر في كل الأنشطة الممكنة، لكن ماذا لو خرق الآليون اتفاقهم وسيطروا على العالم؟ ماذا لو بدأوا في ارتكاب الجرائم بالرغم من البرمجة المسبقة لهم للقيام بأعمال محددة؟ فمن يضمن تفوق الإنسان دائماً، خاصة وهو يجري باتجاه الاستسلام للآلة تحت إغراءات متطلبات المستقبل؟ هذه هي الفكرة المخيفة للفيلم.

 
Email