اختفاء المدرسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل يبدو لكم هذا الرأي مزعجاً؟ صادماً وغير متوقع؟ أم أنكم قد سمعتموه من قبل وربما تداولتموه ولا تجدونه غريباً؟ لقد طرحت وبقوة نقاشات واسعة، منذ عدة سنوات، وفي منابر عديدة، كما شهد «إكسبو 2020 دبي» جزءاً من هذه النقاشات المهمة، التي تناقش فكرة: اختفاء المدرسة، أو نهاية عصر المدرسة مرجعاً أو مصدراً أول للتعليم!

لا تقلقوا، فالدعوة تخص المدرسة، وليس تلقي العلم أو التعليم، فما يناقش حالياً هو: هل من الضروري أن يتلقى الطلاب تعليمهم في المدارس؟ وهل يمكن الاستعاضة عن المدرسة بمصادر أخرى بديلة؟ ما هي تلك المصادر أولاً؟ ولماذا هذه الرغبة لدى البعض للخلاص من المدرسة؟

نعم، تعلمت أجيال بلا حصر في مدارس العالم، وعانى كثير من الطلاب من آليات التعليم فيها، كما دفع ملايين الطلاب ثمناً باهظاً، بسبب سياسات القولبة، التي تتبعها المدارس في ما يتعلق بتخريج أشخاص مستنسخين ومدجنين، بحسب ما تريده المدرسة، إضافة لملء عقولهم بمعلومات لا ضرورة لها، أما المهارات الحياتية الأساسية، فإن المدارس لا تفكر فيها، ولا تكلف نفسها عناء إدراجها في المنهج المقرر.

لقد فتحت جائحة «كورونا» عيون السياسيين وأولياء الأمور على أن التعليم يمكن أن يتم دون الذهاب للمدرسة، وأن هذه الاتكالية على المعلم والكتاب فقط كمصادر للمعرفة يجب أن تراجع، فهناك وسائل أخرى قادرة على القيام بهذه المهمة، بينما على المدرسة أن تمنح الطلاب تلك المهارات، التي تخلق منهم شخصيات مختلفة ممتلئة بالثقة، وقادرة على التميز والمنافسة، عندما تمتلك ما يجعلها كذلك كإجادة اللغات والرياضات المختلفة والتفوق في فن من الفنون أو مهارة حياتية ضرورية، إضافة لتطوير مهارات التفكير الناقد.. إلخ.

أما تنميطهم، وحشوهم بالمعلومات، التي سرعان ما ينسونها، والقضاء على الفروقات الشخصية بتحويلهم إلى نسخ متشابهة، فعلى المدارس، التي تحولت لمؤسسات تجارية أو أيديولوجية، أن تتوقف عنه بأسرع ما يمكن.

Email