سؤال لـ «نتفليكس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يضربك الملل مساء، أو في وقت متأخر من الليل، تبدو خياراتك للانتصار عليه محدودة بعض الشيء، وتحديداً إذا جافاك النوم ( الخيار الطبيعي المتاح لكل البشر)، لحظتها تجد أن الاستعانة بمنصات الأفلام الحديثة، كنتفليكس مثلاً، هو الحل، لكنه ليس حلاً يشبه الضوء الذي في نهاية النفق، بل هو النفق نفسه!

إن منصة نتفليكس، رغم أنك تدفع لها مالاً مقابل أن تشاهد هذه الأفلام التي تعرضها، إلا أن كفتها في اختيار الأفلام، غالباً ما تُرجح مشروعها، أو خدمة هذا المشروع، لا خدمة أهدافك أنت كمشاهد، سواء الترفيهية أو التثقيفية، لذلك، ما عليك إن أردت أن تقضي على مللك، سوى القبول بما في جرابها!

لا أحد في هذه المنصة، التي يفترض بها أن تكون مشروعاً تجارياً صرفاً في مجال الترفيه والسينما، يفكر بمنطق حق الزبون أو العميل، أو بمنطق القيمة مقابل المال، أو بمنطق أن للأقاليم الثقافية في العالم خصوصية، يجب احترامها، وليس اختراقها أو استفزازها! أليست كل هذه قوانين حاكمة، تصنع معيارية الخدمة في عالم الاقتصاد؟ بحيث يكون للعميل الحق في اختيار ما يراه مناسباً؟ والاعتراض على ما يراه غير ذلك، إذن، لماذا علي أنا، كعربي مسلم، أن أتلقى خدمات تضرب في صميم الدين والثقافة وقيم الأسرة، وتربية الأبناء، دون أي احترام؟.

عندما بدأت أقلب الأفلام المتاحة، بدا لي أن أفضلها وأقواها، قد شاهدتها، وهي قليلة، قياساً بأفلام المثليين والحرية الجنسية والجريمة وغير ذلك، وهذا ما أجد أن نتفليكس تشجعه في العالم، وتحض عليه، كنهج تريد شيوعه في العالم! لذلك، أصبح من الصعب على العائلة أن تجتمع معاً لمشاهدة أفلام معينة تعرض على هذه المنصة، تغير نمط المشاهدة، وأصبح لكل فرد تلفزيونه الخاص على هاتفه المتحرك، ما يتيح له حرية المشاهدة أولاً والتحرر من الحرج ثانياً! ثم ماذا ؟ ماذا عما يشاهده هؤلاء المراهقون الصغار؟ هنا، تكمن الكارثة!

Email