نصب متكرر!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحادثة التي نشرتها الصحافة الإماراتية مطلع هذا الأسبوع، والتي تناولت تعرض فتاة عربية للخداع والخذلان (إن صح التعبير) على يد شاب كان قد وعدها بالزواج إذا سددت 430 ألف درهم نيابة عنه للبنك ما أدى لرفع المنع عنه، والسماح بعودته إلى الإمارات، وعند مطالبته بتنفيذ التزامه لها بالزواج تبين أنه غير جاد في الأمرين: الزواج ورد المبالغ المالية، الأمر الذي جعلها تلجأ للقضاء، وقد أنصفها القضاء فعلاً.

يبدو الأمر وكأنها قصة مكررة، قرأت مراراً وحدثت للكثيرات، النصب والتغرير عبر إغراءات الحب والزواج، والسؤال: أين يكون عقل هؤلاء الفتيات؟ الذين ينبرون للدفاع عنهن تحت مبررات من قبيل أن العاطفة تعمي وتصم، انعدام الخبرة والتجربة، الثقة وأوهامها، وأنه لا أحد يدري بالظروف التي كانت تمر بها هذه الفتاة أو تلك والتي جعلتها تتعلق بقشة هذا المحتال أو ذاك المضلل!!

عن نفسي سمعت هذه الدفاعات العاطفية والمتهافتة وعديمة الحجة كثيراً، لكن كيف يمكن لفتاة عديمة الخبرة والتجربة في الحياة أن تحتاط وتحتفظ بشيكات ومحادثات الواتس آب مثلاً ومن ثم تلجأ للقضاء بكل جرأة ودون خشية من ألسنة الناس والقيل والقال ثم نقول بأنها عديمة الخبرة وأنها ساذجة ويمكن التغرير بها ببساطة؟ يبدو لي الأمر غير متسق منطقياً!

تتكرر هذه الحوادث كثيراً، وكل من تعرضت لهذا النوع من النصب قد سمعت أو قرأت عن حوادث مشابهة عبر وسائل التواصل والصحف والأفلام وصفحات الحوادث وغيرها، لكن الثقة المفرطة في الآخر والثقة الأكثر إفراطاً في أنفسنا تجعلنا نتخلى عن أبسط احتياطات الحذر والتسليم ببساطة، وهنا فعلى من يقع اللوم؟

الفضاء الإلكتروني هو بيئة عولمة مكتملة الأركان، مجال مباح ومستباح وملتبس والإنسان فيه مجرد رقم لا أكثر، غير محمي بما يكفي كي يبيح أسراره وعواطفه وأمواله هكذا كأنه في بيته، علينا أن نتعلم كيف نحتاط ونحمي خصوصياتنا ونحافظ على مسافة الأمان بيننا وبين كل أفراد هذه البيئة قدر المستطاع.

Email