القائمة الطويلة للبوكر العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

إعلان نتائج القائمة الطويلة، ومن ثم القصيرة لروايات الجائزة العالمية للرواية العربية واحد من أهم الأحداث الثقافية على مستوى العالم العربي وحتى العالم.

فأغلب القراء ينتظرون هذه القوائم، وحين تُعلن يتبارون في إعادة نشرها، وتداولها على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، مع اجتهاد حقيقي في السعي لشراء الروايات وقراءتها، وهذا مؤشر نجاح لا ينكر، وتحقيق لواحد من أهم أهداف القائمين على الجائزة: الترويج لثقافة الاهتمام بالكتاب وقراءته.

بالنسبة إلى نتائج إعلان القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لهذا العام 2022، لفت نظري الغياب الواضح لدول عربية، ظلت طيلة السنوات الفائتة من عمر الجائزة تقود المشهد الروائي مشاركة وحضوراً في القوائم الطويلة والقصيرة، وتصدراً لمنصات الفوز، أولها العراق ولبنان وتونس والسعودية والأردن.

حضور الكويت والإمارات وعمان في المشهد الروائي العربي يقول: إن الرواية الخليجية تقفز للصدارة بخطى ثابتة وقوية، وإن عدم حضور (العراق وتونس ولبنان و.. ) نهائياً، بالرغم من أنها اعتادت أن تتبارى على خطف المراكز المتقدمة كل عام، يثير في النفس الحيرة، ويدفع للتساؤل، فالأسماء الروائية في هذه الدول كبيرة وكثيرة، وللروائيين فيها مكانة وصدارة وتأثير في المشهد الروائي العربي، فما سبب هذا الغياب يا تُرى؟

تصدرت مصر القائمة بأربعة أعمال لأسماء معروفة ورصينة، وتصدر مصر له أسبابه الموضوعية، التي نعلمها جميعاً، يبقى أن تكتمل فرحة القاهرة بنيل اللقب، والأسماء التي برزت في القائمة لها حظوظ وافرة بلا شك، مع علمي بأن الجائرة للرواية، وليست للروائي أو للبلد.

اثنان من الروائيين المصريين الأربعة يكتبون ويشاركون من خارج مصر (عزالدين شكري فشير، وبلال فضل)، وبعيداً عن ملابسات ولغط المواقف السياسية، فإن ما يهمني هو مكانة ودور المثقف والمبدع العربي، الذي ينافس ويبرز في مجال أصبح اليوم محط اهتمام الجميع، وإحدى أدوات الدبلوماسية الناعمة، فالأوْلى إذن أن ينطلق، وأن يحتضن في أرضه وبين أهله، لا أن يكتب في بلدان المهجر، ويفوز ويصفق له من خارج الجغرافيا، ومن وراء الحدود.

 

Email