مزيداً من الغيبوبة!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تدري في بعض الأوقات، وأنت تتابع بعض مشاهير السوشال ميديا، وهم يقدمون تحليلات إخبارية، تغطيات لبلدان ومتاحف ومجتمعات بمنتهى السذاجة. أو وهم يتصدون لتقديم قراءات لآخر الكتب والروايات التي صدرت عن دور النشر، أو الأفلام التي تعرضها واحدة من منصات الأفلام الجديدة، فلا تدري، هل تأخذ ما يقولونه على محمل الجد، أم اللامبالاة؟ هل تضحك على طريقتهم، التي تراوح بين الضحالة والتفاهة في تقديم الرسالة، أم تغضب، حيث لا يوصلك غضبك إلى أي مكان؟.

تقول هل هم جادون فعلاً في ما يقولونه، أم أن كثيرين منهم وجدوا الفرصة سانحة لركوب الموجة، وتحقيق بعض المصالح، فركبوها واستمروا؟ هل يعيشون معنا في المجتمع، ويعلمون ما يحدث فيه على وجه الدقة؟ يقدمون برامجهم على قاعدة الإعداد والبحث والتقصي، أم وفق ما توحيه أمزجتهم وأهواؤهم وشخصياتهم، فيخلطون الموضوعي بالشخصي، ومن ثم يعممون ويؤسسون لوعي جمعي، غالباً ما يكون زائفاً؟.

يغزو أصحاب بعض الاتجاهات الفكرية السوشال ميديا، فيقدمون قراءات لأعمال أدبية عظيمة، أو أفلام سينمائية، أو كتب فلسفية، وفق توجهات ضيقة، لا تعترف بمعايير الإبداع وحرية التفكير، إضافة لضحالة الثقافة والإلمام عند هؤلاء، كان يعترض أحدهم على مشاهد من أحد الأفلام، لأنه يتحدث عن الخيانات الزوجية، أو تمرد الأبناء، أو تخلي الآباء عن مسؤوليات التربية، قائلاً بأنه فيلم هابط ورديء، وغير مناسب، لأنه يعرض مشكلات لا تنتمي لمجتمعاتنا العربية!! كيف؟ فهل يعيش هذا الشخص في هذه المجتمعات فعلاً؟.

ويقدم آخر قراءة لأعمال إيميل سيوران أو نيتشه أو كافكا أو ديكارت أو محفوظ أو درويش، قائلاً إن علينا أن نكون حذرين في نشر هذه الكتب، خوفاً على أجيالنا الصغيرة من الانحرافات الذهنية بسبب هؤلاء (الملاحدة)! فلا تدري هل تغلق البرنامج، أم تكمل لتعرف ماذا يعرض في إعلامنا الاجتماعي؟ لكنك تتأكد حتماً أن هؤلاء مغيبون فعلاً، ويسعون لزيادة أمد الغيبوبة العامة!
 

 

Email