عائلة ليست سعيدة !

ت + ت - الحجم الطبيعي

منصة نتفليكس تشبه تلك المحلات التي تبيع تحت شعار كل شيء بعشرة دراهم، تشبه سوق السيارات المستعملة، محطة تعرض على مشتركيها أن يستمتعوا بآلاف الأفلام، بمبلغ لا يتجاوز الـ 10 دولارات، لكن وبمجرد أن تقع في شبكة العنكبوت، وتدخل سوق الحراج أو دكان الأفلام، حتى يبدأ وقتك بالتسرب، ودراهمك بالتبخر، لتبدأ عربة التسوق في الامتلاء تدريجياً، ولكن بماذا؟ بلا شيء! كعقلك الذي يمتلئ بأفكار نتفليكس عديمة القيمة، ففي آخر النهار وحين تعود لمنزلك، تكتشف بين الركام فيلماً أو فيلمين، قطعة أو قطعتين يمكنك استخلاصهما واعتبار أنك فزت بشيء، أما الباقي فينضم لتراث التفاهة والكراكيب!!

من بين الغث الكثير في نتفليكس، وقعت عيناي على عنوان فيلم لم يُشر به أحد عليّ، بوستر عادي لامرأة عادية، لا ألوان، لا أوضاع عاطفية أو خارجة، ولا جمال صارخ، وبالخط العريض عنوان الفيلم: عائلتي السعيدة، في تجهيزات الترجمة تكتشف أن تلك اللغة التي تشبه الطلاسم التي يتحدث بها الممثلون ليست الألمانية ولا السويدية، إنها اللغة الجورجية، فالفيلم جورجي نال جوائز قيمة في مهرجانات سينمائية، كما نال استحسان النقاد، وهو أول فيلم جورجي تعرضه منصة نتفليكس.

الفيلم يحمل سمات الواقعية الاجتماعية، فيلم يعرض تفاصيل الحياة اليومية المعتادة لعائلة جورجية عادية، ولتفاصيل السوق والشارع والحياة الاجتماعية، فيلم بسيط بمقدار بساطة ممثليه وأماكن التصوير المختارة والقصة التي يعرضها المخرج علينا، لكن هذه البساطة هي ما يستدرجنا طيلة الفيلم لنتابع حكاية السيدة منانا الأربعينية، أستاذة الأدب، والزوجة والأم التي تعيش مأساتها الخاصة وسط ضجيج عائلة كبيرة العدد، تشعر بأنها شخص غير مرئي، لا أحد يبالي بما تريد أو تشعر أو تحتاج. يروي الفيلم قصة «منانا» التي تعيش وسط عائلة تتعايش فيها عدة أجيال تحت سقف واحد. في هذا المجتمع الذي يسود فيه صوت الرجال وتعلو فكرة الجماعة وتتضاءل قيمة الفرد/‏المرأة، ما يدفعها لقرار مفاجئ، خلاصته ترك العائلة والعيش بمفردها، ومن هنا نبدأ في تتبع الحكاية!

Email