صورتنا في مواقع التواصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

هو سؤال يقصد به إثارة الذهن، والتعرف على الصورة الأخرى، إن أمكن، لرواد مواقع التواصل الذين نشكل جزءاً منهم في نهاية المطاف، وذلك من خلال تحليل الصورة التي يظهرون بها أو يقدمونها لأنفسهم على صفحات هذه المواقع.

من الملاحظ أن نسبة كبيرة من نشطاء هذه المواقع وعبر تدويناتهم أو صورهم، يظهرون غالباً باعتبارهم ديمقراطيين، مؤمنين بحرية الرأي، ولطيفين جداً، مثقفين بشكل لافت وسعداء جداً، يترددون على المتاحف والمعارض الفنية، وصالات الرياضة، يقرأون كثيراً ويفوزون بجوائز رفيعة، وأحياناً يظهرون في بعض المطاعم محاطين بأصدقائهم المخلصين، لكنهم عند أول اختلاف أو خلاف، يظهرون وجهاً مختلفاً، حيث يكشف الاختلاف عن حالة واضحة من التناقض وعدم النضج، إضافة لحالات من الغضب والهجوم الشرس والاتهامات المتبادلة، والتي ظهرت بين كتّاب ومترجمين وفنانين، فأين ذهبت الحكمة واللطف، والديمقراطية، وحرية التعبير، وفلسفة شوبنهاور، وأقوال ديستويفسكي؟ وهل تعبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ثقافة حقيقية لنشطائها أم أن الناس ما عادت تفرق بين حقيقتها والقناع الذي ترتديه؟

حينما طرحت هذا السؤال على مجموعة من الأصدقاء، قال أحدهم: «نحن لا ندعي، لكننا نتوق إلى أن نكون حكماء وديمقراطيين، حتى لو افتراضياً، وهذا شيء جيد نتمنى أن نجده على الواقع».

أحد الإعلاميين قال: «إننا نعرف أغلب هؤلاء، ونعرف أنهم يمارسون أنواع الفساد في إداراتهم، وعلى الفيسبوك يكتبون عن النزاهة وفساد الإدارات الأخرى».

ناشطة سياسية أجابت: «يظهر التناقض جلياً مع شخص يكتب أفكاراً جميلة ثم يعلق بطريقة مسيئة مع صديق أو مع أول دخول لصفحة عامة، فنجد المعارك والحروب حول قضايا تافهة، تظهر حقيقة الناس مع أول اصطدام بين الأفكار والثقافات المختلفة والمتعارضة».

أما الخلاصة الحقيقية فجاءت على لسان أحد المسرحيين عندما قال: «إن ما نظهره ليس ما نحن عليه فعلاً، بل ما نتمنى أن نكونه».

 

Email