لا عليك.. فكّر بنفسك!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تكن أنانياً، لا تفكر في نفسك كثيراً، الإيثار من أخلاق العظماء، وكذلك إنكار الذات… وغيرها من العبارات التوجيهية التي تخرج فجأة من بعض المحيطين بنا، لمجرد أن فكّرنا في كسر القشرة الهشة التي تحول بيننا وبين تقدير احتياجاتنا، وتحقيق رغباتنا التي قد تتعارض أو تتقدم على رغبات الآخرين.

إن هذا التعارض غير مرحّب به، وعليك قمعه، وعدم التجاسر على الإعلان عنه، خاصة حين يكون هؤلاء الآخرون مقربين جداً، كما أنه من غير المسموح الطلب منهم بالتنازل أو نسيان احتياجاتهم، فأنت فقط من عليه أن يتنازل أو يضحي!

لنتفق أولاً على أن حب النفس ليس أنانية، لأن الذي لا يحب نفسه، لا يمكنه أن يحب أحداً آخر، ففاقد الشيء لا يعطيه، ولأننا إذا أحببنا أنفسنا، نظرنا للحياة ولأنفسنا وللآخر بشكل صحيح، وتعاملنا مع كل التفاصيل بتصالح وتفهّم ووعي خالٍ من التعقيدات، أو مشاعر الدونية.

وأن تحب نفسك، لا يشترط بك أن تحظى بمقاييس عالية للجمال والتحقق، فأنت لست جسداً فقط أو بعض الإنجازات، الإنسان تكوين شديد الاتساع والعمق والتعدد، ويحتاج للحب، لا للإقصاء، ذلك طريق لا يقود إلا لتدمير الذات والشخصية تماماً.

إننا محاطون بأشخاص كثر، معقدون وحمقى وحساسون وأنانيون، أشخاص لا ينظرون لما بين أيديهم من النعم، يقارنون أنفسهم بالآخرين طيلة الوقت، مقتنعين بأن الآخرين أفضل منهم، وأن الحياة ظلمتهم كثيراً، هؤلاء الأشخاص يكرهون أنفسهم مع مرور الوقت، وينظرون بغيرة أو بغضب أو حسد وعدم تقدير، لأي أحد، ولكل شيء، فيتحولون لطاقة سلبية منفرة حيثما وُجِدوا!

لذلك، فالحب حصانة حقيقية، أما حين يكره الإنسان نفسه، فإنه يكره كل ما حوله، ولا يبدو له أي شيء جميلاً، أو يستحق التقدير والامتنان، إن لهؤلاء الناس قدرة عجيبة على تسخيف كل شيء، وتقزيم المنجزات، والاستهزاء بالآخرين، وافتعال معارك وهمية، يكونون هم ضحاياها طبعاً!

Email