الحب الذي يغيّرنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

سُئلت امرأة متقدمة في العمر عن معنى الحب؟ فأجابت: أول مرة سمعت هذه الكلمة كنت طفلة صغيرة، وكانت من والدي الذي قبلني وقال لي إني أحبك، ففهمت يومها أن الحب هو: الحنان والأمان وحضن الأب الدافئ، وحين تزوجت ومرت سنة فولدت أول أولادي كنت تعبة ملقاة على سريري لا أستطيع حراكاً، فجاءني زوجي وأمسك بيدي وقال لي إني أحبك، فهمست لنفسي: هذا معنى آخر للحب، إنه التقدير والعطف والحنان.

ومرت السنون وكبرنا، كبرت أنا وزوجي وكبرت العائلة الصغيرة وشاب شعر الرأس وتزوج الأبناء، فنظر زوجي لشعري الأبيض مبتسماً وقال بحنان يكفي لأعيش بقية حياتي وادعة مطمئنة: أحبك، وحين طال بي العمر وأصبحت عجوزاً، أيقنت أكثر أن أجمل الحب ما كان مقترناً بالرحمة والمودة.

إنه الحب كلما تقدمنا في العمر اكتشفنا أكثر أسراره حكمة، وعرفنا أنه يكبر فينا بقدر ما نكبر به، وينمو معنا بقدر ما ننمو فيه، إنه النوافذ التي نطل منها على الحياة ونرى من خلالها العمر والناس والتفاصيل، وشيئاً فشيئاً يعيد الحب صياغة الجميع، الرجال الذين يأتون للحب أنانيين وغير متحضرين، والنساء اللواتي يأتين إليه متطلبات وممتلئات بالتعالي والثرثرة، فإذا عرفوه كما ينبغي حصنهم ضد الأنانية والكراهية والجهل وأعادهم لإنسانيتهم بالتواضع والمعرفة.

أما الصغار فيقولون أشياء أكثر جمالاً وطرافة، وتحديداً عن هذه المفردة الشاسعة كالسماء، حيث قالت إحدى الصغيرات في تحقيق صحفي: (أظن أن الحب هو كما حدث مع جدتي عندما أصيبت بالتهاب المفاصل ولم تكن تستطيع أن تنحني لتضع الطلاء على أظافر قدميها فكان جدي يقوم بذلك لها كل مرة على مدى عدة سنوات حتى بعد أن أصيب هو بالتهاب المفاصل، لأنه يحبها).

بينما قال طفل آخر، إن الحب هو عندما تخرج مع صديقك فتعطيه معظم البطاطس المقلية الخاصة بك دون أن تلزمه بأن يعطيك البطاطس الخاصة به!!

لقد أجمع الكبار والصغار على أن الحب هو المودة والمسؤولية والعطاء بلا حدود أو مقابل.

Email