الرواية الإماراتية القادمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ستكتب روايات كثيرة في قادم الأيام، هذا ما أنا متأكدة منه، وما أكاد أراه مضمراً في مشاريع سردية كثيرة لعدد من الكتاب الإماراتيين الذين ستبرز أسماؤهم بقوة وعنفوان حقيقيين في السنين القليلة المقبلة، هذا المشروع الأدبي الذي سيكتبه أبناء الإمارات سيتطرق للكثير مما لم يكتب عنه بعد، وهنا علينا الاعتراف بأن ما لم يكتب أكثر بكثير مما تمت كتابته، إن هذا المهمل، أو المسكوت عنه، أو مما لم يثر شهية أحد، سيتحول إلى كتابات واعية وعميقة وحقيقية، ستضيف الكثير إلى ما كتب ونشر حتى الآن.

وليس دعوة للنكوص للماضي، ولا نوعاً من النوستالجيا أو الحنين غير المستحب، ولكنه التوثيق والتأريخ، والتعريف بمن كانوا، وكيف كانوا، وكيف عاشوا، وتعاطوا مع صيرورة الحياة وقضايا الواقع وتحديات المجتمع والتغيير وتحديداً فيما تعلق بـ: المرأة، مكانتها، وتعليمها، والنظر إليها، الأسرة، ومحوريتها، النظر للآخرين القادمين من ثقافات وجغرافيا أخرى، الانفتاح على الآخر وقبوله وأشكال ذلك القبول، الدين والحرية والتعليم والمدارس، المد القومي وأفكار التحرر، والكثير الكثير مما شكل حيوات وعلاقات، وأنتج رموزاً وأفكاراً وأشياءً أخرى.

سنغادر قليلاً ثيمة البحر والغوص، وكيف شكل اقتصاد الكفاف سيرة المجتمع وعلاقات الناس، سنذهب إلى آفاق أخرى في الأعمال السردية، سنضيف على ما انتجت بعض الأفلام الإماراتية الرصينة والواعية، وسنذهب عميقاً في تفكيك ذلك المجتمع الذي لم يكن قد تحول إلى مدينة بالمعنى السياسي الحديث للمدينة، إلا أنه احتوى على الكثير من ملامح المدينة وركائزها التي تؤهل فعلاً لإنتاج أدب روائي متكامل الشكل.

لقد أكد جورج لوكاش أن الرواية لا تنتجها إلا المدينة أو المجتمع الحضري لوجود التفاعل والاشتباك الفكري والإنساني الذي تحتاجه الرواية، من هنا جاءت مقولته إن الرواية هي بنت المدينة، ومن قال إن دبي والشارقة لم تكن مدناً بالمعنى الحقيقي في أربعينيات أو حتى وخمسينيات القرن الماضي؟

Email