لقد تغيرت.. فماذا عنك؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذاع على مواقع التواصل، مقطع مصور لطيف وملهم في الوقت نفسه، برغم حدته المضمرة، لقد بدا الصوت أنثوياً صرفاً ونسوياً بوضوح.

حيث تسرد فتاة بقوة وثقة الخلاصة التي توصلت لها في علاقاتها مع الآخرين فتقول: لقد تغيرت!

بهذه العبارة تبدأ حديثها، بتلك النعومة الحارقة، والواثقة في الوقت نفسه، تتوالى الجمل بدقة هادفة، فيشعر السامع أنها آتية من قصص وتجارب وجراحات لا يستهان بها، وذلك ما جعلها تتغير وهنا تصح تلك الجملة القائلة (نحن لا نتغير بمرور الزمن ولكن بمرور البشر)!

تقول: «لقد تغيرت، توقفت عن السعي لمراضاة الزعلانين، والسؤال عمن لا يسأل عني، وأن أحمّل نفسي عناء الشرح والتبرير للذين يتعمدون سوء الفهم أو للأغبياء الذين لا يفهمون، كما توقفت عن التبرير للذين يخطئون علي ويتجاوزون حدودهم، أو لمن يحكم علي دون أن يستمع إلي»، فما أحوجنا جميعاً لهذا الوعي.

هل نحتاج فعلاً لأن نتغير؟ نعم إذا كان ذلك لصالح حياتنا وعلاقاتنا وصحة نفسياتنا، فهناك أشخاص قد يدمروننا باسم الحب، وقد يحولون حياتنا إلى عذابات لا تنتهي بسبب نرجسيتهم وأنانيتهم، وهناك من لا ينتصر إلا لذاته، ولا يثق بمحبتك لأنه لا يراها أصلاً، هؤلاء يقول لك العالمون ببواطن النفس البشرية أخرجهم من حياتك وأغلق دونهم الباب، وأنقذ نفسك!

إن البشر بكل ما يضمرونه وما تنطوي عليه قلوبهم وضمائرهم، وتراكمات حياتهم، وسجلات تربيتهم العائلية، والصدمات التي تلقتها طفولتهم، وما زُرع فيهم من تعليمات وقيم وأخلاق قد يكونون أكبر مقالب الحياة أحياناً!

فحين تتقاطع ظروف حياتنا مع ظروف حياتهم، لابد أن نتوقع منهم الكثير، لكن ما نتوقعه ليس بالضرورة أن يتسق مع تصوراتنا، فوعي الناس وطبيعة نفوسهم وإدراكهم للعلاقات ليس من السهل تحديده أو رسمه بحسب أمنياتنا، مع ذلك فنحن من عليه أن يقرر أي التغييرين نحتمل وأيهما نختار!

Email