دبي.. تتنفس المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

العالم في ضيافة دبي، سيدة المدن، دبي التي تختصر العالم ليس لأن إكسبو يحط رحاله فيها وتنصب 192 دولة أجنحتها على أرضها، ولكن لأن دبي مدينة تتقن صناعة الإبهار منذ سنوات، وتعرف كيف تقود أي قاطرة بأقصى درجات السرعة والأمان، ولأنها صنعت سجلاً من الإنجازات المعجزة، فإن العالم لم يتردد في التصويت لها عام 2013 ليقام معرض إكسبو 2020 على أرضها، وقد جاء الوقت المحدد، وها هي دبي تفتتح إكسبو اليوم أمام أعين العالم.

لقد أبهرت دبي العالم كما وعدت منذ أعلن اسمها بلداً مستضيفاً للمعرض، ودبي إذا وعدت أوفت وزادت على الإبهار إدهاشاً وذهولاً، فصدق فيها أنها كوكب آخر، وأنها العالم في مدينة، وأنها الإعجاز تجسد معماراً وجمالاً وحياة، نعم العالم اليوم في ضيافة المبهرة، الجميلة، المدهشة، ولتكتمل حلقات الإبهار فإن دبي قد قدمت في حفلها بالأمس أجمل الأصوات، وأعظم الموسيقيين وأكثر الشخصيات أسطورية وشهرة.

من إيطاليا جاء الصوت الذي يوصف دائماً بأنه الأجمل في العالم، المغني الأوبرالي أندريا بوتشيلي الذي قال بعد جولة أخذته إلى أجمل ما في دبي: «إنهم في دبي يتنفسون المستقبل لا يعيشونه فقط». هكذا يقدّر الكبار المنجزات العبقرية، ولذا فإن دبي تعتبر كل هؤلاء الذين صنعوا أسطورة حفل الافتتاح جزءاً من أوكسجينها الذي تتنفسه.

لقد أثبتت دبي أنها وهي المدينة الصغيرة مساحة، القليلة السكان، الحديثة النشأة، التي لا تمتلك نفطاً ولا معادن ولا ثروات طبيعية، أنها الإرادة يمكنها أن تكون الثروة والموارد، وأن الإيمان بأنفسنا، والتخلص من البيروقراطية والأفكار التقليدية، والمراهنة على الشباب والمستقبل، ومنافسة الكبار وتحقيق الفوز، والتقدم للأمام دائماً، أمور ممكنة، حين نمتلك الإرادة والتصميم، ومثلما فعلت دبي فكل عالمنا العربي يقدر، لكن علينا أن نتخلص من السلبية وعدم الثقة في الذات.. عندها فإننا جميعنا سنقدر.

Email