الإنسان.. كائن خارق

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد عام ونصف العام من الإعلان عن جائحة كورونا، علينا أن نتوقف وننظر خلفنا إلى علامات محددة عبرناها جميعنا كقطط تعبر الشارع السريع ومعرضة للموت في كل لحظة، كنا معزولين، وحيدين، متبرمين، وكدنا نفقد الأمل، لقد كنا خائفين كثيراً!

لا أحد كان ينظر لما حوله، ولا أحد يشعر بمن حوله، ونادرون جداً من تلتقط أعينهم اسم المقهى الذي مروا من أمامه أو يتذكرون لون الكراسي أو سطح الطاولات، وبالتأكيد فليس منهم من سمع تلك الفتاة الحسناء وهي تعتذر سريعاً بعد أن ارتطمت بأحدهم وهي تتجاوزه، ثم تبتسم، قبل أن تختفي في ثنايا الموج البشري! كلنا ذلك الموج البشري الذي عبرتنا بلا شك أحداث كثيرة وسريعة لكنها تستحق التوقف عندها، كما تستحق تلك الفتاة المسرعة ولو مجرد ابتسامة!

عام ونصف العام على جائحة كورونا: أول المحطات وأخطرها والتي عبرتها البشرية كلها، لقد عبرتنا الجائحة مثل قطار ياباني سريع، طوى الزمن، أوقف الحياة وانتزع الحركة وأخرس ضجيج المدن، ملأ جداول بلا حصر بملايين الموتى والمصابين، أفلس دولاً وشركات، ودمر اقتصادات، وحده الإنسان من تمكن من الوقوف في وجهه وأوقف القطار، إنجاز آخر يضاف للحضارة الإنسانية!

تطعيمات كورونا: كم عقاراً تم تقديمه لإيقاف تغلغل الفيروس في أجساد البشر، كم دواء اخترع واكتشف وتم تجريبه؟ كم مليار إنسان تم حقنه خلال زمن قياسي؟ الإنسان هذا المخلوق الصغير الضعيف الذي يقتله فيروس غير مرئي هو الوحيد الذي اختير ليقيم طقوس الحياة ويرعاها، ولقد نجح، حافظ على إيمانه وأمله، وانتزع الحياة من براثن الوباء القاتل!

جهود الإنسان: تأملوا المجهودات الخارقة التي بذلتها الدول، جهود العلماء، الباحثين، رجال الأمن، جيوش الممرضين والأطباء وطواقم المشافي، شركات الأدوية، أنظمة الضبط، شركات التوصيل، شبكات التواصل والاتصال، وبلا شك فإن ثقافة الاحتمال والمواجهة كانت حاضرة.

Email