متاهة اسمها.. السوشال ميديا!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أيامنا الحالية، لا تحظى كلمة بالاهتمام والشهرة والاستخدام، مثل كلمة أو مصطلح: السوشال ميديا، المصطلح الذي جرى استخدامه في لغتنا العربية، باللفظ الأجنبي نفسه، فما السوشال ميديا؟، باختصار، إنها التطبيقات أو مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة، التي يستخدمها أكثر من 3 مليارات إنسان حول العالم بشكل يومي ودائم، وبطريقة بلغت حد الإدمان.

وهي إضافة لتنوعها، وتعدد منصاتها ومجانيتها، إلا أنها تتيح فرزاً تخصصياً واضحاً، بحيث يختار الإنسان ما يريد مشاركته، وبأية صورة، لكن الكثيرين، على ما يبدو، لا يلقون بالاً لهذه المسألة، فتجدهم، ودون أي مبرر منطقي أو عملاني، يسجلون حساباً على كل المنصات، دون أن يكون لديهم أدنى تصور عن حاجتهم، أو المحتوى الذي سيعرضونه على هذه المنصات، ربما لأنهم يقلدون أصدقاءهم، أو بدافع الفضول، ويظلون طيلة الوقت، يعيدون التغريد، أو يتابعون أخبار الفنانين، وثرثرة مشاهير السناب شات!

المثير للتساؤل كذلك، هؤلاء الذين لديهم حسابات على معظم المواقع، وكل نشاطهم أغنية، أو قول مأثور، أو خمس كلمات يكتبونها على صفحتهم في تويتر، ثم ينقلونها على «إنستغرام» و«فيسبوك»، لتظهر في كل مكان! لماذا؟ ما أهميتها، وما الذي تضيفه للآخرين، أو لصناعة المحتوى على الشبكة العالمية، ما يشعرك وكأنك حيال خطاب أممي، سيعلن قيام الحرب العالمية الرابعة، أو نهاية وباء «كورونا»، وعلى الجميع أن يتابعه على جميع القنوات والموجات، الطويلة والقصيرة والمتوسطة!

ما هذه العبثية التي يتعاطى بها البعض مع مواقع التواصل؟ هذه المتاهة المخيفة، التي تشبه ثقباً كونياً أسود، يحتاج لكثير من الحذر والانتباه في التعامل معه؟ هل نعي أننا نقف في هذه المواقع، عراة أمام العالم، حين نكشف علاقاتنا وأسرار أسرنا، وخصوصيات أطفالنا، وما يدور في بيوتنا، وغرف نومنا، وما بيننا وبين أنفسنا؟ هناك من يعي فعلاً، وهنا كثيرون يظنون أنهم يتحدثون إلى أنفسهم، في زقاق ينتهي بحارة مغلقة!

Email