الدبلوماسية الثقافية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تابعت بكثير من الاهتمام والمتعة، جلسة حوارية عبر برنامج «زوم»، بدعوة من الكاتب المصري إيهاب الملاح، الذي حل ضيفاً على اللقاء الذي نظمه المكتب الثقافي والتعليمي المصري في فيينا، وأدارته باقتدار، الدكتورة علا عادل، الملحق الثقافي ومديرة المكتب هناك، والتي كانت قد شغلت منصب مديرة المركز القومي المصري للترجمة سابقاً.

كان موضوع اللقاء خاصاً بتجربة الضيف في الكتابة، وتحديداً الكتابة النقدية والثقافية، وقد لفتني الحديث عن الكتب التي تتناول ثقافة القراءة، وتبصير الأجيال المختلفة بنوعيات مختلفة، ومستويات متباينة من الكتب التي تقدم قوائم وإشارات حول النتاجات المعرفية الكثيرة، وتحديداً الأدبية منها، خاصة وأن بعض القراء المبتدئين يصابون بالحيرة أمام رفوف الكتب الكثيرة، دون أن يمتلكوا مهارات انتقاء الكتاب المناسب.

من هنا، ظهر كتّاب وكتب يقدمون هذه الخبرة، ويسدون هذه الفجوة، انطلاقاً من خبراتهم الشخصية، حيث يحاول الكاتب أن يلخص ويقدم عصارتها للشباب، ولجيل القراء تحديداً، دون التورط في ذلك المنحى الذي يستشف منه أي حالة أبوية أو وصاية من أي نوع، يقول الملاح: «إنما أقدم خلاصة قراءاتي للشباب، من باب الرأي، وليس من باب الوصاية، ولكلٍ حريته في قراءة من يشاء».

إن هذا النوع من النشاطات الثقافية لمؤسساتنا الدبلوماسية العربية، لمنهج حسن، يستحق الإشادة والإشارة، فهو يربط بين كتّاب ومثقفي الوطن ومواطنيهم في الدول البعيدة، بلدان المهجر والدراسة والعمل، ما يجعلهم على تواصل بثقافتهم ومثقفيهم، وبتلك الاهتمامات التي قد تغيب عنهم، نظراً لاختلاف الاهتمامات والظروف بين الشرق والغرب.

نحتاج فعلاً إلى أن تهتم مؤسساتنا وبعثاتنا الدبلوماسية الرائدة، وذات المبادرات المشهودة، بهذا النوع من الأنشطة، التي تعبّر عن تفعيل حقيقي لمفهوم الدبلوماسية الناعمة، فيتم عقد هذا النوع من اللقاءات مع المثقفين الإماراتيين، وشراء وعرض كتبهم ونتاجهم الأدبي والفني والمعرفي عامة في مكتبات ومكاتب ممثلياتنا الدبلوماسية، إعلاءً لمنتجاتنا وصناعاتنا الثقافية في الخارج، وليبقى الطالب والموظف والمبتعث والمتدرب الإماراتي على صلة مستمرة بمثقفي بلاده.

Email