عن جمعية الصحفيين – البدايات (2)

ت + ت - الحجم الطبيعي

بنهاية صيف عام 1999 كان الصحفيون السبعة، قد قرأوا ما استطاعوا الوصول إليه من أنظمة الجمعيات والنقابات الصحفية الخليجية والعربية، وتناقشوا واستشاروا، قبل أن يبدأوا في وضع النظام الأساسي للجمعية التي سترى النور في العام التالي (30/9/2000).

وبحسب النظام في الإمارات فقد كان ممكناً أن تتأسس الجمعية بسبعة أو تسعة صحفيين إماراتيين، لكن جهود ونوايا الصحفيين السبعة كانت منصبة لتوسيع القاعدة التأسيسية، ودعوة أكبر عدد ممكن من الصحفيين، عملاً بمبدأ المشاركة، ولمنح الفكرة قوة دفع وإقناع أكبر.. ولكن!

ترحيب

ستفتح هذه الـ(لكن)، قوساً في التجربة يصعب إغلاقه ما لم نلم ببعض التفاصيل، فكل الدعوات التي قدموها لزملائهم لم تجد استجابة تذكر، بعضهم صمت، وبعضهم أيد الفكرة رافضاً الظهور والمشاركة، وبعضهم رفضها تماماً، والبعض بدا متردداً بل وخائفاً! لكن لماذا الخوف؟

لأن فكرة تأسيس جمعية للصحفيين لم تكن محل ترحيب منذ أن طرحت في منتصف الثمانينيات، وهي كأي فكرة تقدمية اصطدمت بواقع محافظ وحذر جداً، لا يريد المجازفة بتبني أفكار قد لا تكون مأمونة.

إن ذلك الحذر هو ما أخر ظهور جمعية الصحفيين في الإمارات لسنوات، ولكننا اليوم ونحن ننظر للخلف نجد أن ذلك الحذر كان مرحلة مفهومة، بل ومبررة وسط تحديات كبيرة كانت تحيط بتجربة الاتحاد، وبالمنطقة العربية عموماً، وبالرغم من ذلك فإن الفكرة قد لبست أجنحتها وظلت تحلق عبر السنوات حتى تجددت الدعوة لها في صيف عام 1999 عندما تلقفتها تلك المجموعة بحماس وإيمان.

عندما حل عام 2000 كان الصحفيون السبعة قد أنهوا مهمتهم بنجاح، بعد أن وضعوا النظام الأساسي، وتواصلوا مع الاتحاد العام للصحفيين العرب ممثلاً برئيسه صلاح الدين حافظ، رحمه الله، ثم حددوا مع الجهات الرسمية موعد ومكان انعقاد أول جمعية تأسيسية في يناير من ذلك العام في مبنى غرفة تجارة وصناعة دبي.

 

Email