في بلاط صاحبة الجلالة

ت + ت - الحجم الطبيعي

على طريقة «أول مرة» البرنامج الناجح الذي يقدمه الإعلامي إبراهيم أستادي على شاشة «سما دبي»، والذي بدأ موسمه الأول العام الماضي 2020، واستكمل لقاءاته في موسمه الثاني في رمضان هذا العام 2021، وعليه أتمنى لو تدخل الصحافة الإماراتية على الخط ويتم إعداد برنامج «أول مرة في بلاط صاحبة الجلالة» أشبه بالتوثيق وحفظ الذاكرة، يستضيف نخبة من الصحفيين والكُتاب الذين كانت لهم بصمات لا تُنسى وصولات وجولات لا زالت حكاياتها باقية في ذاكرة الصحافة الإماراتية، شريطة أن يقدم هذا البرنامج مذيع إماراتي من أبناء الصحافة.

لقد شهدت الصحافة الإماراتية خلال مسيرتها تطورات وتحولات حُفرت بقوة في الذاكرة الجمعية لأبناء الإمارات ولأهل الصحافة أنفسهم من الصحفيين والكُتاب ورؤساء ومديري التحرير، لقد رسم هؤلاء خلال عقدي التسعينيات تحديداً ملامح صحافة قوية ومختلفة بكل المقاييس، حتى إن مقالات الرأي كان يتردد صداها في معظم برامج البث المباشر وبرامج الصحافة في التلفزيون، إضافة لما تحدثه تلك المقالات من وقع وأثر وتجاوب رسمي وشعبي.

لقد شهدتُ وعاصرت تلك الحقبة وشاركت فيها عندما انضممت للعمل في صحيفة «البيان» العام 1997، وعلى صفحات الرأي فيها ظهرت أوائل مقالاتي واستمرت حتى اليوم لما يزيد على العشرين عاماً.

لقد كان عدد مسؤولي التحرير في معظم الصحف وكذلك الصحفيين والكُتاب الإماراتيين يشير لصحافة وطنية يقودها ويحدد أولوياتها واهتماماتها والموضوعات المدرجة على جدول محرريها أبناء الإمارات أنفسهم بالتعاون مع الإخوة العرب، إلا أن ذلك الوضع لم يستمر حيث بدأ المسؤولون يغادرون لوظائف أخرى كما انسحب معظم الكُتاب.

قد يكون ذلك طبيعياً، مردّه تحولات الحياة وضغوطات التغيير، وقد يكون الأمر مجرد خيارات لهؤلاء، وقد تكون إغراءات الوظائف خارج الصحافة، أو إكراهات الزمن والعمر.. إلخ، لكن كل ذلك لا ينفي وجود تاريخ شكّله وأسسه هؤلاء الصحفيون، ومن حق الجميع الاطلاع على هذه التجربة، ومعرفتها والاعتزاز بها.

 

Email