وقفة مع الدراما المحلية ١

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الفترة التي تسبق شهر رمضان المبارك، نشهد جميعاً ونتابع ذلك التنافس المحموم بين القنوات التلفزيونية ونجوم الدراما وشركات الإنتاج وكتاب الصفحات الفنية، تنافس غالباً ما يركز على الإعلان عن الأعمال الجديدة التي ستعرض خلال الشهر الفضيل.

أما شركات الإنتاج فتهتم باستقطاب الأسماء الفنية البارزة من نجوم الدراما، وأما النجوم فيتسابقون نحو النصوص والعمل مع مخرجين أصحاب مشاريع وأوزان فنية يعلمون أنهم سيضيفون إلى رصيدهم رصيداً أكبر، إضافة إلى الأرصدة المالية الفلكية بطبيعة الحال، وأما القنوات فتتعاقد لشراء الأعمال التي تعلم بأنها ذات جماهيرية عالية.

كان المستهدف من هذا التنافس ولفت الانتباه: شركات الإعلانات أولاً، وجمهور المشاهدين ثانياً، وكذلك الكتاب والنقاد ونجوم السوشيال ميديا من أصحاب الآراء المؤثرة، هؤلاء الذين سيشكلون بطريقة أو بأخرى رافعة مهمة للوصول لذائقة الجماهير.

لقد تابعنا كيف ظهر الوزن الحقيقي لآراء النقاد وأصحاب الرأي عندما تم إيقاف تصوير مسلسل «الملك»، الذي يتناول حياة الملك الفرعوني أحمس قبل رمضان الحالي بأيام، بسبب الانتقادات الشرسة التي طالت العمل نتيجة الأخطاء والتجاوزات التاريخية التي تسبب فيها كتاب العمل والشركة المنتجة، لقد صنف النقاد تلك الأخطاء بالإسفاف والتهاون مع تاريخ عظيم كتاريخ مصر القديمة.

هذه مجرد مقدمة لنقول إن النقد الذي وجهه بعض الإخوة ونوجهه اليوم للدراما الخليجية عامة والإماراتية على وجه الخصوص، ينطلق من الحرص أولاً (على مكانة المجتمع/‏ صورته /‏ تراكم العمل الفني/‏ الممثل الإماراتي وطبعاً ذائقة الجمهور والمال العام)، ومن الرغبة الأكيدة في إيصال صوت الناس للمسؤولين سواء في المؤسسات التلفزيونية المنتجة أو لشركات الإنتاج الفنية.

هؤلاء الناس الذين سئموا هذا العبث والاستهتار بذائقتهم عبر أعمال التهريج التي تقدم كل عام، مطالبين بأعمال جيدة ومدروسة يستحقونها وتستحق أن تقدم باسمهم على قنواتهم المحلية.

 

Email