إخوتنا الآليون!

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل تحولنا إلى كائنات آلية يحركها ويتحكم بها نظام برمجة يعمل بالكمبيوتر أو بفعل تحكم مباشر من قبل الإنسان، وبحسب الويكيبيديا فغالباً ما تكون الأعمال التي يضبط الإنسان الآلي أداءها أعمالاً شاقة أو خطيرة أو دقيقة، مثل البحث عن الألغام والتخلص من النفايات المشعة والقيام بأعمال جراحية، أو أعمال صناعية دقيقة أو شاقة.

ومع تفاقم ظاهرة السباق نحو اقتصادات المعرفة، وانفجار ثورة البرمجيات، ظهرت الروبوتات في كل مكان وغزت كل تفاصيل الحياة، مع كثير من التهليل، وأصبحت الشركات الكبرى المصنعة تعرضها في منصات المعارض الكبرى كفتح إنساني مبين: باعتبارهم سيدخلون الخدمة قريباً كمساعدين في خدمة المنازل وعاملي خدمة في الفنادق والمقاهي والمطارات و...

فهل العالم مستعد فعلاً لهذه الطفرة الجينية والتقنية في التعامل؟ هل يحتاج العالم لأجهزة آلية تخدمه في البيت أو المقهى أو المطعم؟ وهل تخلص الناس في كل مكان من رغبتهم الفطرية في التعاطي مع بشر أمثالهم في الأماكن العامة التي تُعنى بتقديم الخدمات كالمطاعم ومحلات البقالة ومحلات وشبابيك بيع التذاكر وقيادة سيارات الأجرة و..؟

تخيل أن يقود سيارة الأجرة التي طلبتها قبل قليل عبر الهاتف سائق آلي مبرمج تماماً، وفي الطريق شعرت بوعكة وأردته أن يحول مساره لأقرب مستشفى مثلاً! تخيل الكارثة وهو يرد عليك بآلية باردة وقاتلة: «لم أفهم طلبك قل ذلك مرة أخرى»، حتى يصل بك إلى المطار!

عندما طلبت استبدال بطاقاتي المصرفية التي فقدتها مؤخراً، أرسل لي البنك مشكوراً البطاقات خلال 48 ساعة، وعند باب المنزل رفض مندوب الشركة تسليمي إياها لأنني لا أمتلك بطاقة هوية، سلمته جواز سفري لأن بطاقة الهوية مفقودة كذلك، ولأنه إنسان مبرمج يحمل آلة مبرمجة فهو لا يعرف سوى ما تمت برمجته عليه. اعتذر وركب سيارته وغادر، تاركاً الدهشة والغضب يسيطران على كل شيء! إنها البداية لا أكثر.

 

Email