يوم للذاكرة والمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ذاكرة الشعوب، يطل يوم الاستقلال أو عيد الاتحاد كيوم خالد لا يشبهه أي يوم، يشبه يوم العيد تماماً، تهزك فيه كلمات الأغنيات الوطنية التي تبثها الإذاعات وأجهزة التلفزة، وتتذكر أنك وأنت طالب صغير تكون في أكثر حالاتك ابتهاجاً في هذا اليوم، إذ تحيي العلم متحفزاً كمن يأتي إلى المدرسة للمرة الأولى، وتردد كلمات النشيد الوطني كأنك تقبل جبين الحياة.

غداً تحتفي دولة الإمارات بأجمل أيامها، هي التي كانت قبل تسع وأربعين عاماً مجرد حلم في وجدان زايد وراشد، إذ يجلسان على رمال الصحراء يخططان لهذا اليوم الذي غدا فيه الحلم أوسع من امتداد الأفق، نعيشه وننعم به جميعنا.

الإمارات هي أمي البسيطة التي لا تعرف القراءة ولا الكتابة لكنها ككل الأمهات نشّأت بفضل الله وبصيرة زايد كل هؤلاء الأبناء المتفانين في حب لخدمة الإمارات ورفعتها.

الإمارات هي التراث الأصيل والانتماء العربي والإسلامي العميق، وهي التسامح مع الجميع والانفتاح على الآخر، وهي أكبر من تلك الصورة الفلكلورية التي يحلو للبعض أن يصوّرها باعتبارها جملاً وخيمة ونقوش حناء، إنها دولة شُغِلت بالجد والعمل وعلا بنيانها بالعمل والاجتهاد والاقتصاد والجامعات والتخطيط، واقترنت بالطموح الذي لا سقف له، وانشغلت بالمستقبل الذي لا ينسى ماضيه وهو يعيش هويته وحاضره بطمأنينة.

إنها الوطن النبيل الذي أخذنا من أيدينا بمحبة ولقننا كيف نحبه ونحميه ونخاف عليه، فأحببناه، أكثر من أنفسنا، لذلك يسارع الشباب إلى ميادين القتال مجللين بالشجاعة والمحبة والرجولة، يقدمون أرواحهم لأجل الإمارات ولحمايتها، لتبقى مصانة عصية على أن تمس طالما استقر معنى الشهادة في عقول أبنائها كمرادف للحياة والكرامة. حفظ الله الإمارات ورفع شأنها ومجد شهدائها في أعلى عليين.

Email