كفى تطاولاً!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كمثقفين إماراتيين، نفهم ونعرف ونؤمن أن لكل إنسان في هذا العالم مطلق الحق والحرية في اختيار مواقفه ومشاعره من كل ما يعرض عليه، أو ما تضعه الحياة أمامه من خيارات؛ في السياسة، في الحرب، في العمل، في الموقف من الآخر والحرية والوطن.. إلخ.

والإمارات بشعبها ومثقفيها، لم تمنع أحداً من أن يتبنى الموقف الذي يشاء، وعليه فمن حقها أن تطالب الجميع بعدم التطاول أو التدخل في خياراتها ومواقفها وسيادتها، سواء أعجبته تلك الخيارات أو لم تعجبه، وسواء اتفق مع تلك المواقف أو لم يتفق، طالما أنها وشعبها لم يعتدوا أو يتطاولوا على حق أحد.

لماذا هذا الكلام اليوم؟ لأننا كشعب وكمثقفين نجابه بمواقف أقل ما يقال عنها إنها عدائية وسفيهة ومغرقة في التطاول على شعب لم يؤذِ أحداً في كل تاريخه، ومثقفين لم يمدوا أيديهم لإخوانهم المثقفين العرب إلا بالمحبة والترحيب والصدق، حتى لا ننزلق في مهاترات على طريقة: فعلنا لكم وأعطيناكم و.. و..! للأسف إن ما نسمعه ونراه من بعض المثقفين العرب صادم، بل ويكشف عن براغماتية واضحة ونظرة مادية ضيقة.

معظم هؤلاء المثقفين الذين يطالبون بمقاطعة الجوائز الثقافية والفعاليات ومنع المال الإماراتي و..، كلهم دون استثناء أخذوا حتى شبعوا من هذا المال، وكلهم جاؤوا إلى أرض الإمارات، واستقبلوا بحفاوة لم ينالوها في بلادهم، كلهم كانوا إما فائزين بجوائز موّلتها الإمارات، أو كانوا رؤساء لجان، أو محكمين لجوائز موّلتها الإمارات كذلك.

وهنا نسأل: ماذا لو أن هذا الهجوم قد شنّ على مصر ومثقفيها، أو تونس ومثقفيها، أو.. أي بلد آخر؟ أكانوا سيسكتون تجنباً للمهاترات وإيثاراً للحكمة والأدب؟ أم كانت الدنيا ستشتعل بحروب كلامية لا نهاية لها؟

Email